مختارات من ديوان الإمام الشافعي رحمه الله
آداب التعلم
اِصبِر
عَلى مُرِّ الجَفا مِن مُعَلِّمٍ
فَإِنَّ رُسوبَ العِلمِ في
نَفَراتِهِ
وَمَن
لَم يَذُق مُرَّ التَعَلُّمِ ساعَةً
تَذَرَّعَ ذُلَّ الجَهلِ طولَ
حَياتِهِ
وَمَن
فاتَهُ التَعليمُ وَقتَ شَبابِهِ
فَكَبِّر عَلَيهِ أَربَعاً
لِوَفاتِهِ
وَذاتُ
الفَتى وَاللَهِ بِالعِلمِ وَالتُقى
إِذا لَم يَكونا لا اِعتِبارَ
لِذاتِهِ
نور الله لا يهدى لعاص
شَكَوتُ
إِلى وَكيعٍ سوءَ حِفظي
فَأَرشَدَني إِلى تَركِ
المَعاصي
وَأَخبَرَني
بِأَنَّ العِلمَ نورٌ
وَنورُ اللَهِ لا يُهدى لِعاصي
*****************
لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَّةٍ
أَخي
لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَّةٍ
سَأُنبيكَ عَن تَفصيلِها
بِبَيانِ
ذَكاءٌ
وَحِرصٌ وَاِجتِهادٌ وَبُلغَةٌ
وَصُحبَةُ أُستاذٍ وَطولُ
زَمانِ
*****************
العِلمُ ما كانَ فيهِ قالَ
كُلُّ
العُلومِ سِوى القُرآنِ مَشغَلَةٌ
إِلّا الحَديثَ وَعِلمَ
الفِقهِ في الدينِ
العِلمُ
ما كانَ فيهِ قالَ حَدَّثَنا
وَما سِوى ذاكَ وَسواسُ
الشَياطينِ
*****************
إِنَّ الفَقيهَ هُوَ الفَقيهُ بِفِعلِهِ
إِنَّ
الفَقيهَ هُوَ الفَقيهُ بِفِعلِهِ
لَيسَ الفَقيهُ بِنُطقِهِ
وَمَقالِهِ
وَكَذا
الرَئيسُ هُوَ الرَئيسُ بِخُلقِهِ
لَيسَ الرَئيسُ بِقَومِهِ
وَرِجالِهِ
وَكَذا
الغَنِيُ هُوَ الغَنِيُ بِحالِهِ
لَيسَ الغَنيُّ بِمُلكِهِ
وَبِمالِهِ
*****************
عِلمي
مَعي
عِلمي مَعي حَيثُما يَمَّمتُ
يَنفَعُني
قَلبي وِعاءٌ لَهُ لا بَطنُ صُندوقِ
إِن كُنتُ في البَيتِ كانَ
العِلمُ فيهِ مَعي
أَو كُنتُ في السوقِ كانَ العِلمُ في السوقِ
*****************
العِلمَ صاحِبُهُ كَريمٌ
رَأَيتُ العِلمَ صاحِبُهُ كَريمٌ
وَلَو
وَلَدَتهُ آباءٌ لِئامُ
لَيسَ يزالُ يَرفَعُهُ إِلى أَن
يُعَظِّمَ
أَمرَهُ القَومُ الكِرامُ
وَيَتَّبِعونَهُ في كُلِّ حالٍ
كَراعي
الضَأنِ تَتبَعُهُ السَوامُ
فَلَولا العِلمُ ما سَعِدَت رِجالٌ
وَلا
عُرِفَ الحَلالُ وَلا الحَرامُ
*****************
أُحِبُّ الصالِحينَ
أُحِبُّ
الصالِحينَ وَلَستُ مِنهُم
لَعَلّي أَن أَنالَ بِهِم
شَفاعَه
وَأَكرَهُ
مَن تِجارَتُهُ المَعاصي
وَلَو كُنّا سَواءً في
البِضاعَه
*****************
لمن نعطي رأينا
وَلا تُعْطِيَنَّ الرَّأْيَ مَنْ لا يُرِيدُهُ
فَلَا
أَنْتَ مَحْمُودٌ وَلا الرَّأْيُ نَافِعُهْ
— الإمام الشافعي
*****************
الإقرار بعلم الامام ابي حنيفة
لَقَد
زانَ البِلادَ وَمَن عَلَيها
إِمامُ المُسلِمينَ أَبو
حَنيفَه
بِأَحكامٍ
وَآثارٍ وَفِقهٍ
كَآياتِ الزَبورِ عَلى
الصَحيفَه
فَما
بِالمَشرِقَينِ لَهُ نَظيرٌ
وَلا بِالمَغرِبَينِ وَلا
بِكوفَه
فَرَحمَةُ
رَبِّنا أَبَداً عَلَيهِ
مَدى الأَيّامِ ما قُرِأَت
صَحيفَه
— الإمام الشافعي
*****************
إِنَّ لِلَّهِ عِباداً
إِنَّ
لِلَّهِ عِباداً فُطَنا
تَرَكوا الدُنيا وَخافوا
الفِتَنا
نَظَروا
فيها فَلَمّا عَلِموا
أَنَّها لَيسَت لِحَيٍّ وَطَنا
جَعَلوها
لُجَّةً وَاِتَّخَذوا
صالِحَ الأَعمالِ فيها سُفُنا
*****************
التوكل على الله
تَوَكَّلتُ
في رِزقي عَلى اللَهِ خالِقي
وَأَيقَنتُ أَنَّ اللَهَ لا شَكَّ رازِقي
وَما يَكُ
مِن رِزقي فَلَيسَ يَفوتَني
وَلَو كانَ في قاعِ البِحارِ العَوامِقِ
سَيَأتي
بِهِ اللَهُ العَظيمُ بِفَضلِهِ
وَلَو لَم يَكُن مِنّي اللِسانُ بِناطِقِ
فَفي أَيِّ
شَيءٍ تَذهَبُ النَفسُ حَسرَةً
وَقَد قَسَمَ الرَحمَنُ رِزقَ الخَلائِقِ
*****************
سَهِرَت أَعيِنٌ وَنامَت عُيونُ
سَهِرَت
أَعيِنٌ وَنامَت عُيونُ
في أُمورٍ تَكونُ أَو لا
تَكونُ
فَاِدرَأِ
الهَمَّ ما اِستَطَعتَ عَن النَفـ
ـسِ فَحِملانُكَ الهُمومَ
جُنونُ
إِنَّ
رَبّاً كَفاكَ بِالأَمسِ ماكا
نَ سَيَكفيكَ في غَدٍ ما
يَكونُ
*****************
هكذا الحظّ
تَموتُ
الأُسدُ في الغاباتِ جوعاً
وَلَحمُ الضَأنِ تَأكُلُهُ
الكِلابُ
وَعَبدٌ
قَد يَنامُ عَلى حَريرٍ
وَذو نَسَبٍ مَفارِشُهُ
التُرابُ
*****************
تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تزعم حُبَّهُ
تَعصي
الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ
هَذا مَحالٌ في القِياسِ
بَديعُ
لَو
كانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ
إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ
مُطيعُ
في
كُلِّ يَومٍ يَبتَديكَ بِنِعمَةٍ
مِنهُ وَأَنتَ لِشُكرِ ذاكَ
مُضيعُ
*****************
لا تستهزئ بالدعاء
أَتَهزَأُ
بِالدُعاءِ وَتَزدَريهِ
وَما تَدري بِما صَنَعَ
الدُّعاءُ
سِهامُ
اللَيلِ لا تُخطِي وَلَكِن
لَها أَمَدٌ وَلِلأَمَدِ اِنقِضاءُ
*****************
متى يكون السكوت من ذهب
يُخاطِبُني
السَفيهُ بِكُلِّ قُبحٍ
فَأَكرَهُ أَن أَكونَ لَهُ
مُجيبا
يَزيدُ
سَفاهَةً فَأَزيدُ حِلماً
كَعودٍ زادَهُ الإِحراقُ طيبا
*****************
إِذا
نَطَقَ السَفيهُ فَلا تَجِبهُ
فَخَيرٌ مِن إِجابَتِهِ
السُكوتُ
فَإِن
كَلَّمتَهُ فَرَّجتَ عَنهُ
وَإِن خَلَّيتَهُ كَمَداً
يَموتُ
*****************
ما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا
نَعيبُ
زَمانَنا وَالعَيبُ فينا
وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا
وَنَهجو
ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ
وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا
هَجانا
وَلَيسَ
الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ
وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً
عَيانا
*****************
دَعِ الأَيّامَ
دَعِ
الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ
وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع
لِحادِثَةِ اللَيالي
فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ
وَكُن
رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً
وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ
وَإِن
كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا
وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطاءُ
تَسَتَّر
بِالسَخاءِ فَكُلُّ عَيبٍ
يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاءُ
وَلا تُرِ
لِلأَعادي قَطُّ ذُلّاً
فَإِنَّ شَماتَةَ الأَعدا بَلاءُ
وَلا تَرجُ
السَماحَةَ مِن بَخيلٍ
فَما في النارِ لِلظَمآنِ ماءُ
وَرِزقُكَ
لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي
وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ
*****************
وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ
وَلا
حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ
وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا
رَخاءُ
إِذا
ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنوعٍ
فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا
سَواءُ
وَمَن
نَزَلَت بِساحَتِهِ المَنايا
فَلا
أَرضٌ تَقيهِ وَلا سَماءُ
وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ
وَلَكِن
إِذا
نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَضاءُ
دَعِ الأَيّامَ تَغدِرُ كُلَّ
حِينٍ
فَما
يُغني عَنِ المَوتِ الدَواءُ
*****************
الدَهرُ يَومانِ
الدَهرُ
يَومانِ ذا أَمنٌ وَذا خَطَرُ
وَالعَيشُ عَيشانِ ذا صَفوٌ
وذا كَدَرُ
أَما
تَرى البَحرَ تَعلو فَوقَهُ جِيَفٌ
وَتَستَقِرُّ بِأَقصى قاعِهِ
الدُرَرُ
وَفي
السَماءِ نُجومٌ لا عِدادَ لَها
وَلَيسَ يُكسَفُ إِلّا الشَمسُ
وَالقَمَرُ
*****************
المهلكات الثلاثة
ثَلاثٌ هُنَّ مُهلِكَةُ
الأَنامِ
وَداعِيَةُ الصَحيحِ إِلى السِقامِ
دَوامُ مُدامَةٍ وَدَوامُ
وَطءٍ
وَإِدخالُ الطَعامِ عَلى الطَعامِ
*****************