إقتباسات من الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن باز رحمه الله
فتاوى الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن باز رحمه الله في حكم التوسل
حقيقة التوسل المشروع والممنوع
السؤال
في سؤال السائل من جمهورية مصر العربية يقول: سماحة الشيخ! اختلط على كثير من الناس مفهوم التوسل الجائز والتوسل الممنوع، نرجو من سماحة الشيخ أن يبين لنا ما هو التوسل؟ وما هو الجائز منه وما هو الممنوع؟ وأمثلة على ذلك مأجورين؟
الجواب
التوسل كما ذكر ابن القيم وغيره رحمة الله عليه، التوسل أقسام ثلاثة
توسل هو الشرك الأكبر: كدعاء الأموات، والاستغاثة بالأموات، والذبح لهم والنذر لهم، هذا هو الشرك الأكبر، يقول المشركون: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3 ].. هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ [يونس:18]، يتوسلون بدعائهم، واستغاثتهم بهم، وهذا هو الشرك الأكبر
التوسل الثاني: التوسل بذواتهم، تقول: اللهم إني أسألك بذات فلان، أسألك بنبيك فلان، اللهم إني أسالك بعبادك الصالحين، اللهم إني أسألك بمحمد.. بـموسى ، هذا توسل ممنوع بدعة؛ لأنه وسيلة للغلو والشرك
التوسل الثالث: الجائز المشروع، وهو التوسل بأسماء الله وصفاته.. التوسل بأعمالك الصالحة.. بإيمانك، هذا التوسل المشروع، مثل ما قال الله جل وعلا: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180]، ومثلما كان النبي ﷺ يدعو الله بأسمائه وصفاته، هذا يقال له: التوسل المشروع، ومثلما في الحديث: أعوذ بعزتك أن تضلني
فالتوسل بصفات الله أمر مشروع: أسألك برحمتك.. أسألك بعلمك.. أسألك بإحسانك.. أسألك بقدرتك أن تغفر لي، ومن حد دعاء الذي سأله، لما سأله عثمان بن أبي العاص واشتكى إليه مرضًا، قال: «ضع يدك على ما تشتكي، وقل: أعوذ بالله بعزته وقدرته من شر ما أجد وأحاذر»، فتوسل بعزة الله وقدرته من شر ما يجد ويحاذر، استعاذ بذلك، ومنه: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك، وبك منك، لا أحصي ثناء عليك
أما التوسل بالإيمان والأعمال الصالحة، والتقوى لله؛ فهذا هو التوسل الشرعي، فالتوسل بصفات الله، وبأسماء الله، وبإيمانك وتقواك، هذا التوسل الشرعي
أما التوسل بالذوات ذات فلان وذات فلان، أو جاه فلان، أو حق فلان؛ فهذا توسل بدعي، فلا يتوسل بجاه فلان، ولا بحق فلان، ولا بالنبي فلان، ولا بذات فلان؛ هذا توسل بدعي
أما التوسل بعلم الله.. بطاعة الله.. باتباعك لشرع الله، هذا كله لا بأس به، توسل بصفات الله، وتوسل بأسماء الله وصفاته: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180]
ومنه: التوسل بالأعمال الصالحة، كأن تقول: اللهم إني أسألك بإيماني بك، بتوكلي عليك، بثقتي بك، ببري لوالدي، بأداء الأمانة، وما أشبه ذلك، هذا توسل شرعي، ومنه حديث أصحاب الغار الذين انطبقت ٧عليهم الصخرة؛ فقالوا فيما بينهم: لن ينجيكم من هذا البلاء إلا أن تسألوا الله بصالح أعمالكم، فسألوا الله بصالح أعمالهم، فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلًا ولا مالًا، فنأى بي طلب الشجر ذات ليلة؛ فلم أرح عليهما إلا وقد ناما، فوقفت على رءوسهما والقدح في يدي؛ أنتظر استيقاظهما، ولم أستحسن استيقاظهما حتى برق الصبح، فلما استيقظا شربا غبوقهما، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك؛ فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة شيئًا لا يستطيعون الخروج منه. وقال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عم كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، وإني راودتها عن نفسها فأبت، فألمت بها سنة -يعني: حاجة شديدة- فجاءت إليه تقول: يا ابن عم! أعني، فقال: لا حتى تمكنيني من نفسك، فطاوعته من أجل حاجتها، فلما جلس بين رجليها، قالت له: يا عبد الله! اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، قال: فقمت عنها خوفًا منك! وهي أحب الناس إلي، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء، لكنهم لا يستطيعون الخروج، ثم قال الثالث: اللهم إني استأجرت أجراء، فأعطيت كل أجير حقه، إلا واحدًا ترك أجره، فنميته له، وثمرته له، حتى صار منه إبل وبقر وغنم وعبيد، فجاء إلي بعد ذلك وقال: يا عبد الله! أعطني أجري، فقلت له: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والعبيد، قال: يا عبد الله! لا تستهزئ بي، قلت: إني لا أستهزئ بك، إنه من أجرك نميته له، فخذه فاستاقه كله، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك، فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة حتى خرجوا هذا توسل من هؤلاء الثلاثة بأعمالهم الطيبة التي فعلوها لله ، فنفعهم الله بها عند الشدة. نعم
المقدم: أحسن الله إليكم سماحة الشيخ وبارك فيكم
نور على الدرب حقيقة التوسل المشروع والممنوع
* * ** * ** * ** * *
نور على الدرب التوسل بجاه الله أو بجاه الأنبياء والصالحين
التوسل بجاه الله أو بجاه الأنبياء والصالحين
السؤال: وهذه رسالة وردت إلى البرنامج من أسعد عبدالجبار عبدالقادر من العراق البصرة، يقول في رسالته: سمعني أحد المؤمنين وأنا في دعاء أطلب من الله بعد الصلاة فقلت اللهم بجاهك، وبجاه محمد، وبجاه الصحابة الكرام، أطلب أن تغفر لي وترحمني، فأخبرني أن هذا الدعاء لا يجوز، أفيدوني عن صحة ذلك بارك الله فيكم؟
الجواب: التوسل بجاه الأنبياء أو بجاه الصحابة بدعة لا يجوز، أما بجاه الله معناه بعظمة الله لا يضر، لكن بجاه النبي أو بجاه أصحاب النبي ﷺ، أو بجاه الأنبياء أو بجاه الصالحين، أو بحق الأنبياء أو بحق الصالحين، هذا بدعة على الأصح عند جمهور أهل العلم، وأجازه بعض أهل العلم، ولكنه قول ضعيف مرجوح، والصواب أنه لا يجوز، إنما التوسل يكون بأمور أخرى
التوسل يكون بأسماء الله وصفاته كما قال وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180] فتقول: اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تغفر لي، أن ترحمني، أن تعتقني من النار، أن ترزقني الذرية الصالحة، إلى غير هذا، أو تقول: اللهم إني أسألك بأنك الرحمن الرحيم، بأنك الرءوف الرحيم، بأنك السميع العليم، بأنك الجواد الكريم، أن ترحمني، أن تغفر لي، أن تهب لي كذا وكذا، هذا لا بأس به
وهكذا التوسل بتوحيد الله والإيمان به فتقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، اللهم إني أسألك بأني أؤمن بك، وأحبك، وأخافك، وأرجوك أن تغفر لي وأن ترحمني، اللهم إني أسألك بتوحيدك وإيماني بك
وهكذا بأعمالك الصالحة الأخرى، كأن تقول: اللهم إني أسألك بحبي لك ولنبيك، اللهم إني أسألك بابتعادي عما حرمت علي، بعفتي عن الزنا، بأداء الأمانة، ببري لوالدي، تسأل الله بأعمالك، كما جاء في قصة أهل الغار الذين انطبق عليهم الغار وهم ثلاثة، وسدت الباب عليهم صخرة عظيمة لم يستطيعوا دفعها، فقالوا فيما بينهم: إنه لا ينجيكم من هذا إلا أن تسألوا الله بصالح أعمالكم، فألهمهم الله هذا الخير، فدعوا الله بصالح أعمالهم
فتوسل أحدهم بأنه بار بوالديه وأنه كان لا يغبق قبلهم أهلاً ولا مالاً عندما يأتي بالحليب في الليل، فانفرجت الصخرة شيئاً لا يستطيعون الخروج معه
ثم توسل الثاني بأنه كان يحب ابنة عمه حباً كثيراً، وأنها ألمت بها سنة، يعني: حاجة، فجاءت تطلبه المساعدة، فأبى إلا أن تمكنه من نفسها، فمكنته من نفسها على مائة وعشرين دينار من الذهب، فلما جلس بين رجليها قالت: يا عبد الله! اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فخاف من الله وقام وترك الفاحشة وترك لها الذهب خوفاً من الله ، فقال: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة شيئاً لكن لا يستطيعون الخروج
ثم توسل الثالث بأدائه الأمانة، وكان عنده أجراء، فأعطاهم حقوقهم إلا واحداً بقي حقه عنده، فنماه له وثمره له حتى صار منه إبل وغنم وبقر ورقيق، فلما جاء الرجل صاحب الأجر يطلبه حقه، قال: كل هذا من حقك، كل ما ترى من الإبل والبقر والغنم والرقيق كله من حقك، فقال الرجل: يا عبد الله! اتق الله ولا تستهزئ بي! قال: إني لا أستهزئ بك، إن هذا كله من مالك ثمرته لك، فاستاقها كلها، استاق البقر والإبل والغنم والرقيق، ثم قال الرجل: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة وخرجوا
فهذا توسل بأعمالهم الطيبة الصالحة، فهذه الوسائل الطيبة، أما التوسل بجاه فلان وبحق فلان وبذات فلان فهذا بدعة ومن وسائل الشرك من الوسائل، فالواجب ترك ذلك، هذا هو الصواب من قولي العلماء في ذلك، والله المستعان. نعم
المقدم: بارك فيكم
* * ** * ** * ** * *
حكم التوسل بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
السؤال
ما حكم التوسل بالصلاة على النبي ﷺ في الدعاء؟
الجواب
يشرع حمد الله والصلاة على النبي ﷺ في الدعاء، وذلك من أسباب الإجابة؛ لقول النبي ﷺ: إذا دعا أحدكم فليبدأ بحمد ربه والثناء عليه، ثم يصلي على النبي ﷺ ثم يدعو بما شاء
أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب ما جاء في جامع الدعوات عن النبي صلى الله عليه وسلم ولفظه: ''إذا صلى أحدكم...'' برقم 3477، وهكذا أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب الدعاء برقم 1481، وأحمد في باقي مسند الأنصار، باب مسند فضالة بن عبيد الأنصاري رضي الله عنه، برقم 23419
من برنامج (نور على الدرب). (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 28/366)
* * ** * ** * ** * *
التوسل بأسماء الله وصفاته
السؤال
ما هو ضابط التوسل بالله جل وعلا؟
الجواب
التوسل بالله وبأسمائه وصفاته مشروع للمسلم، وهو من أسباب إجابة الدعاء؛ لقول الله : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180]، ولما ثبت عنه ﷺ في أحاديث كثيرة من التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته
ويشرع التوسل أيضًا إلى الله سبحانه بالإيمان به وبمحبته وبسائر الأعمال الصالحة، ومن ذلك محبة أنبياء الله ورسله والمؤمنين من عباده، ومن ذلك التوسل ببر الوالدين والعفة عن الزنا، وأداء الأمانة؛ للحديث الصحيح الوارد في قصة أصحاب الغار الذين انطبقت عليهم الصخرة، وعجزوا عن دفعها، وكانوا ثلاثة، فدعوا الله سبحانه وتوسلوا إليه بأعمالهم الصالحة، فانزاحت عنهم الصخرة، وحديثهم ثابت في الصحيحين، وكان أحدهم توسل ببره لوالديه، والثاني بعفته عن الزنا بعد القدرة، والثالث بأدائه الأمانة لأصحابها، والله الموفق
[1]
من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته من (مجلة الدعوة) (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 28/ 365)
* * ** * ** * ** * *
الفرق بين التوسل بالإيمان بالنبي ﷺ ومحبته وبين التوسل بذاته
السؤال: يخلط بعض الناس بين التوسل بالإيمان بالنبي ﷺ ومحبته وطاعته والتوسل بذاته وجاهه، كما يقع الخلط بين التوسل بدعائه عليه الصلاة والسلام في حياته وسؤاله الدعاء بعد مماته، وقد ترتب على هذا الخلط التباس المشروع من ذلك بالممنوع منه، فهل من تفصيل يزيل اللبس في هذا الباب ويرد به على أصحاب الأهواء الذين يلبسون على المسلمين في هذه المسائل؟
الجواب: لا شك أن كثيرًا من الناس لا يفرقون بين التوسل المشروع والتوسل الممنوع بسبب الجهل وقلة من ينبههم ويرشدهم إلى الحق، ومعلوم أن بينهما فرقًا عظيمًا
فالتوسل المشروع: هو الذي بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب وخلق من أجله الثقلين، وهو عبادته سبحانه ومحبته ومحبة رسوله عليه الصلاة والسلام، ومحبة جميع الرسل والمؤمنين، والإيمان به وبكل ما أخبر الله به ورسوله من البعث والنشور والجنة والنار وسائر ما أخبر الله به ورسوله
فهذا كله من الوسيلة الشرعية لدخول الجنة والنجاة من النار، والسعادة في الدنيا والآخرة ومن ذلك دعاؤه سبحانه والتوسل إليه بأسمائه وصفاته ومحبته، والإيمان به وبجميع الأعمال الصالحة التي شرعها لعباده، وجعلها وسيلة إلى مرضاته والفوز بجنته وكرامته والفوز أيضا بتفريج الكروب وتيسير الأمور في الدنيا والآخرة كما قال الله وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3] وقال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4] وقال وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا [الطلاق:5] وقال إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ [الحجر:45] وقال سبحانه: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ [القلم:34] وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ الآية [الأنفال:29]، وهو العلم والهدى والفرقان، والآيات في هذا المعنى كثيرة
ومن التوسل المشروع: التوسل إلى الله سبحانه بمحبة نبيه ﷺ والإيمان به واتباع شريعته، لأن هذه الأمور من أعظم الأعمال الصالحات ومن أفضل القربات
أما التوسل بجاهه ﷺ أو بذاته أو بحقه أو بجاه غيره من الأنبياء والصالحين أو ذواتهم أو حقهم فمن البدع التي لا أصل لها، بل من وسائل الشرك، لأن الصحابة وهم أعلم الناس بالرسول ﷺ وبحقه لم يفعلوا ذلك ولو كان خيرا لسبقونا إليه، ولما أجدبوا في عهد عمر لم يذهبوا إلى قبره ﷺ ولم يتوسلوا به ولم يدعوا عنده بل استسقى عمر بعمه ﷺ: العباس بن عبدالمطلب، أي بدعائه فقال وهو على المنبر: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون رواه البخاري في صحيحه
ثم أمر العباس أن يدعو فدعا وأمّن المسلمون على دعائه فسقاهم الله
وقصة أهل الغار مشهورة وهي ثابتة في الصحيحين، وخلاصتها: أن ثلاثة ممن كان قبلنا آواهم المبيت والمطر إلى غار، فدخلوا فيه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار ولم يستطيعوا دفعها، فقالوا فيما بينهم: لن ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فدعوه سبحانه واستغاثوا به، وتوسل أحدهم: ببر والديه، والثاني: بعفته عن الزنا بعد القدرة، والثالث: بأدائه الأمانة، فأزاح الله عنهم الصخرة وخرجوا، وهذه القصة من الدلائل العظيمة على أن الأعمال الصالحة من أعظم الأسباب في تفريج الكروب والخروج من المضائق والعافية من شدائد الدنيا والآخرة
أما التوسل بجاه فلان أو بحق فلان أو ذاته، فهذا من البدع المنكرة، ومن وسائل الشرك
وأما دعاء الميت والاستغاثة به فذلك من الشرك الأكبر
والصحابة كانوا يطلبون من النبي ﷺ أن يدعو لهم، وأن يستغيث لهم إذا أجدبوا، ويشفع في كل ما ينفعهم حين كان حيا بينهم، فلما توفي ﷺ لم يسألوه شيئا بعد وفاته ولم يأتوا إلى قبره يسألونه الشفاعة أو غيرها، لأنهم يعلمون أن ذلك لا يجوز بعد وفاته ﷺ وإنما يجوز ذلك في حياته ﷺ قبل موته، ويوم القيامة حين يتوجه إليه المؤمنون ليشفع لهم ليقضي الله بينهم ولدخولهم الجنة، بعد ما يأتون آدم ونوحا وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام فيعتذرون عن الشفاعة، كل واحد يقول نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري فإذا أتوا عيسى عليه الصلاة والسلام اعتذر إليهم وأرشدهم إلى أن يأتوا نبينا محمدا ﷺ، فيأتونه فيقول: أنا لها، أنا لها، لأن الله سبحانه قد وعده ذلك فيذهب ويخر ساجدا بين يدي الله ويحمده بمحامد كثيرة ولا يزال ساجدا حتى يقال له: ارفع رأسك وقل تُسمع، وسل تُعط، واشفع تُشَفَّع
وهذا الحديث ثابت في الصحيحين وهو حديث الشفاعة المشهور، وهذا هو المقام المحمود الذي ذكره الله سبحانه في قوله تعالى في سورة الإسراء: عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا [الإسراء:79] ﷺ وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان، وجعلنا الله من أهل شفاعته إنه سميع قريب
مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (7/ 45)
* * ** * ** * ** * *
فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في حكم التوسل
فتاوى أركان الإسلام لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
السؤال رقم : ٩٣
س93: ما حكم التوسل؟
الجواب: هذا سؤال مهم فنحب أن نبسط الجواب فيه فأقول
التوسل: مصدر توسل يتوسل، أي اتخذ وسيلة توصله إلى مقصوده، فأصله طلب الوصول إلى الغاية المقصودة
وينقسم التوسل إلى قسمين
القسم الأول: قسم صحيح، وهو التوسل بالوسيلة الصحيحة الموصلة إلى المطلوب وهو على أنواع نذكر منها
النوع الأول: التوسل بأسماء الله –تعالى- وذلك على وجهين
الوجه الأول: أن يكون ذلك على سبيل العموم ومثاله ما جاء في حديث عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- في دعاء الهم والغم قال: ((اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، مضٍ في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ...)) الخ . فهنا توسل بأسماء الله –تعالى- على سبيل العموم ((أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك))
الوجه الثاني: أن يكون ذلك على سبيل الخصوص بأن يتوسل الإنسان باسم خاص لحاجة خاصة تناسب هذا الاسم، مثل ما جاء في حديث أبي بكر –رضي الله عنه- حيث طلب من النبي صلى الله عليه وسلم، دعاءً يدعو به في صلاته فقال: ((قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم)) فطلب المغفرة والرحمة وتوسل إلى الله –تعالى- باسمين من أسمائه مناسبين للمطلوب وهما ((الغفور)) و((الرحيم))
وهذا النوع من التوسل داخل في قوله –تعالى-: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا )(الأعراف: من الآية180) فإن الدعاء هنا يشمل دعاء المسألة، ودعاء العبادة
النوع الثاني: التوسل إلى الله –تعالى- بصفاته، وهو أيضاً كالتوسل بأسمائه على وجهين
الوجه الأول: أن يكون عاماً كأن تقول ((اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا)) ثم تذكر مطلوبك
الوجه الثاني: أن يكون خاصاً كأن تتوسل إلى الله تعالى بصفة معينة خاصة، لمطلوب خاص، مثل ما جاء في الحديث: "اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي)) ، فهنا توسل لله –تعالى- بصفة ((العلم)) و((القدرة)) وهما مناسبان للمطلوب
ومن ذلك أن يتوسل بصفة فعلية مثل: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم
النوع الثالث: أن يتوسل الإنسان إلى الله –عز وجل- بالإيمان به، وبرسوله صلى الله عليه وسلم، فيقول: ((اللهم إني آمنت بك، وبرسولك فاغفر لي أو وفقني))، أو يقول: ((اللهم بإيماني بك وبرسولك أسألك كذا وكذا)) ومنه قوله –تعالى-: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ) (190) (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ)(191) إلى قوله: (رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) (192) )رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ) (آل عمران:190، 193) فتوسلوا إلى الله - تعالى- بالإيمان به أن يغفر لهم الذنوب، ويكفر عنهم السيئات ويتوفاهم مع الأبرار
النوع الرابع: أن يتوسل إلى الله –سبحانه وتعالى- بالعمل الصالح، ومنه قصة النفر الثلاثة الذين أووا إلى غار ليبيتوا فيه فانطبق عليهم الغار بصخرة لا يستطيعون زحزحتها، فتوسل كل منهم إلى الله بعمل صالح فعله، فأحدهم توسل إلى الله –تعالى- ببره بوالديه، والثاني بعفته التامة، والثالث بوفاءه لأجيره، قال كل منهم: ((اللهم إن كنت فعلت ذلك من أجلك فافرج عنا ما نحن فيه)) فانفرجت الصخرة، فهذا توسل إلى الله بالعمل الصالح
النوع الخامس: أن يتوسل إلى الله –تعالى- بذكر حاله، يعني أن الداعي يتوسل إلى الله -تعالى- بذكر حاله وما هو عليه من الحاجة، ومنه قول موسى –عليه الصلاة والسلام-: ( رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)(القصص: من الآية24) يتوسل إلى الله - تعالى- بذكر حاله أن ينزل إليه الخير . ويقرب من ذلك قول زكريا - عليه الصلاة والسلام-: (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً) (مريم:4) فهذه أنواع من التوسل كلها جائزة لأنها أسباب صالحة لحصول المقصود بالتوسل بها
النوع السادس: التوسل إلى الله –عز وجل- بدعاء الرجل الصالح الذي ترجى إجابته، فإن الصحابة - رضي الله عنهم- كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم، أن يدعو الله لهم بدعاء عام، ودعاء خاص ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك –رضي الله عنه- أن رجلاً دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال: ((اللهم أغثنا)) ثلاث مرات فما نزل من منبره إلا والمطر يتحادر من لحيته، وبقي المطر أسبوعاً كاملاً . وفي الجمعة الأخرى جاء ذلك الرجل أو غيره والنبي صلى الله عليه وسلم، يخطب الناس فقال: يا رسول الله غرق الماء، وتهدم البناء فادع الله أن يمسكها عنا، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال: ((اللهم حوالينا لا علينا)) فما يشير إلى ناحية من السماء إلا انفرجت، حتى خرج الناس يمشون في الشمس . وهناك عدة وقائع سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لهم على وجه الخصوص، ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم، ذكر أن في أمته سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب وهم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون ،ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون، فقام عكاشة بن محصن وقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال: ((أنت منهم)) فهذا أيضاً من التوسل الجائز وهو أن يطلب الإنسان من شخص ترجى إجابته أن يدعو الله –تعالى- له، إلا أن الذي ينبغي أن يكون السائل يريد بذلك نفع نفسه، ونفع أخيه الذي طلب منه الدعاء، حتى لا يتمحض السؤال لنفسه خاصة، لأنك إذا أردت نفع أخيك ونفع نفسك صار في هذا إحسان إليه، فإن الإنسان إذا دعا لأخيه في ظهر الغيب قال الملك: "آمين ولك بمثل" وهو كذلك يكون من المحسنين بهذا الدعاء والله يحب المحسنين
القسم الثاني:- التوسل غير الصحيح وهو
أن يتوسل الإنسان إلى الله –تعالى- بما ليس بوسيلة، أي بما لم يثبت في الشرع أنه وسيلة،لأن التوسل بمثل ذلك من اللغو والباطل المخالف للمعقول، والمنقول، ومن ذلك أن يتوسل الإنسان إلى الله –تعالى- بدعاء ميت يطلب من هذا الميت أن يدعو الله له، لأن هذا ليس وسيلة شرعية صحيحة، بل من سفه الإنسان أن يطلب من الميت أن يدعو الله له، لأن الميت إذا مات انقطع عمله، ولا يمكن لأحد أن يدعو لأحد بعد موته، حتى النبي صلى الله عليه وسلم، لا يمكن أن يدعو لأحد بعد موته، ولهذا لم يتوسل الصحابة –رضي الله عنهم- إلى الله بطلب الدعاء من رسوله صلى الله عليه وسلم، بعد موته، فإن الناس لما أصابهم الجدب في عهد عمر –رضي الله عنه- قال: ((اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا)) فقام العباس –رضي الله عنه- فدعا الله –تعالى- . ولو كان طلب الدعاء من الميت سائغاً ووسيلة صحيحة لكان عمر ومن معه من الصحابة يطلبون ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن إجابة دعاءه صلى الله عليه وسلم، أقرب من إجابة دعاء العباس –رضي الله عنه- فالمهم أن التوسل إلى الله –تعالى- بطلب الدعاء من ميت توسل باطل لا يحل ولا يجوز
ومن التوسل الذي ليس بصحيح: أن يتوسل الإنسان بجاه النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أن جاه الرسول صلى الله عليه وسلم، ليس مفيداً بالنسبة إلى الداعي، لأنه لا يفيد إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، أما بالنسبة للداعي فليس بمفيد حتى يتوسل إلى الله به، وقد تقدم أن التوسل اتخاذ الوسيلة الصالحة التي تثمر . فما فائدتك أنت من كون الرسول صلى الله عليه وسلم، له جاه عند الله؟! وإذا أردت أن تتوسل إلى الله على وجه صحيح فقل اللهم بإيماني بك وبرسولك، أو بمحبتي لرسولك وما أشبه ذلك فإن هذا الوسيلة الصحيحة النافعة
المصدر : فتاوى أركان الإسلام لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
السؤال رقم : ٩٣
* * ** * ** * ** * *
فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في حكم التوسل
اقتباسات من الكتاب لقاء الباب المفتوح
لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
https://binothaimeen.net/content/Menu/ftawa?tid=90
معنى التوسل بدعاء الصالحين
السؤال
ما هو التوسل بدعاء بعض الناس الصالحين؟
الجواب
التوسل بدعاء الصالحين جائز؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان الناس يأتونه يستشفعون به إلى الله -عز وجل- في الدعاء، فقد دخل رجل يوم الجمعة والنبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب فقال: [يا رسول الله! هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا] فدعا لهم، وقال عكاشة بن محصن: لما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن من أمته سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، ولا عذاب قال عكاشة : (ادع الله أن يجعلني منهم، قال: «أنت منهم» والشواهد على هذا كثيرة، إلا أنه يستثنى من ذلك ما إذا خيف من هذا الرجل الصالح أن يغتر بنفسه، وأن يلحقه الغرور والعجب؛ فإنه لا يطلب منه الدعاء
ومع ذلك فلا ينبغي للإنسان أن يطلب من غيره أن يدعو له؛ لأن هذا نوع من المسألة المذمومة، ادع الله أنت، لا تقل: يا فلان، ادع الله لي، وما يذكر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لعمر : (لا تنسنا يا أخي! من دعائك) فهذا لا صحة له
المصدر: سلسلة لقاءات الباب المفتوح > لقاء الباب المفتوح [13]
رابط المقطع الصوتي
https://binothaimeen.net/content/2289
* * ** * ** * ** * *
حكم التوسل بالعمل الصالح
السؤال
سمعنا عن الذين انطبقت عليهم الصخرة، ودعوا الله بصالح أعمالهم، فهل التوسل بالعمل الصالح جائز؟
الجواب
التوسل بصالح الأعمال جائز، مثلاً يكون عمل صالح فعله الإنسان وقال: اللهم إني فعلت كذا، صليت، تصدقت، تعففت عن الزنا،بررت والدي، اللهم إن كنت فعلت ذلك من أجلك، ففرج كربتي أو فاشف مرضي،هذا جائز لا بأس به، وهو من الأمور المشروعة، حتى في ترك المعاصي؛ لأن أحد الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة ترك المحرم، كانت له بنت عم، وكان يحبها حباً شديداً، وقد راودها عن نفسها فأبت، فألمت بها سنة من السنين، واحتاجت وجاءت إليه، ومكنته من نفسها، فلما جلس منها مجلس الرجل من امرأته، قالت: يا عبد الله، اتق الله،ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقام وتركها، وهي أحب الناس إليه، تركها عفة وتقوى لله -عز وجل- فتوسل إلى الله بهذا الترك للمحرم؛ لأنه جلس منها مجلس الرجل من امرأته، إلا أنه لم يجامع، فلما ذكرته بالله قالت: اتق الله! ولا تفض الخاتم إلا بحقه، قام عنها لا يخاف إلا الله -عز وجل- فكان هذا سبباً في تفريج كربته
المصدر: سلسلة لقاءات الباب المفتوح > لقاء الباب المفتوح [13]
رابط المقطع الصوتي
https://binothaimeen.net/content/2308
* * ** * ** * ** * *
ما هو ضابط التوسل المشروع ؟
السؤال
جزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء. ما ضابط التوسل المشروع يا شيخ محمد، وما حكم من يتبركون بالصالحين بحجة أن الصحابة يتبركون بشعر الرسول صلى الله عليه وسلم؟
الجواب
الشيخ: التوسل المشروع أنواع؛ منها أن يتوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته، فيقول: يا غفور اغفر لي، أو يقول: يا ذا المغفرة والرحمة اغفر لي، أو يقول: اللهم برحمتك أستغيث أو ما أشبه ذلك. ومن التوسل المشروع: أن يتوسل إلى الله تعالى بأفعاله، مثل ما جاء في التشهد: «اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صلىت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم»، فهذا توسل إلى الله تعالى بأفعاله التي منّ بها على من شاء من عباده فيما سبق. ومن التوسل المشروع: أن يتوسل إلى الله تعالى بالإيمان و العمل الصالح، كقول أولي الألباب: ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ
ومن التوسل المشروع: أن يتوسل إلى الله بذكر حاجته وافتقاره إلى ربه، كقول موسى عليه الصلاة والسلام: ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ . ومن التوسل المشروع: أن يتوسل إلى الله تعالى بدعاء الرجل الصالح الذي ترجى إجابته، كما فعل الصحابة رضي الله عنهم حين يأتون إلى الرسول عليه الصلاة والسلام يسألونه أن يدعو الله لهم، ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلاً دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال: يا رسول الله! هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع الله يغيثنا. فرفع يديه إلى السماء وقال: «اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا» . فأمطرت السماء، وبقي المطر ينزل أسبوعاً كاملا، ثم دخل الرجل أو رجلٌ آخر وقال: يا رسول الله! غرق المال وتهدم البناء، فادع الله أن يمسكها عنا. فرفع يديه وقال: «اللهم حوالينا ولا علينا» . وليس من التوسل أن يتبرك بالإنسان بلباسه أو شعره أو عرقه أو ما أشبه ذلك، إلا النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الصحابة كانوا يتبركون بآثاره عليه الصلاة والسلام، لكن لم يتبرك أحد منهم بالآخر، فما تبركوا نحو هذا التبرك بأبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي. نعم
المصدر: سلسلة فتاوى نور على الدرب > الشريط رقم [325]
رابط المقطع الصوتي
https://binothaimeen.net/content/12005
* * ** * ** * ** * *
أنواع التوسل الجائز
السؤال
جزاكم الله خيراً. إذاً شيخ محمد حفظكم الله، هل هناك توسل جائز يا شيخ؟
الجواب
الشيخ: أنواع التوسل الجائزة كثيرة شرعية، منها: التوسل إلى الله تعالى بأسمائه على سبيل العموم، ومنه حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في دعاء الهم والغم: «أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أوعلمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك»، فهذا توسل إلى الله تعالى بأسمائه كلها ما علمنا منها وما لم نعلم. والثاني: التوسل إلى الله تعالى باسم خاص يكون مناسباً للمطلوب، كقول القائل: اللهم يا غفور يا رحيم يا كريم اغفر لي وارحمني وتكرم علي، وما أشبه ذلك، وهذا مما جاء في السنة، فإن أبا بكر رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي؟ فقال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم» ، فهنا دعاء وتوسل: اغفر لي مغفرة من عندك وارحمني دعاء و إنك أنت الغفور الرحيم توسل إلى الله تعالى بهذين الاسمين المناسبين لما دعا به الداعي، وهو أيضاً توسل إلى الله تعالى بصفته، أي بصفة من صفاته في قوله: ولا يغفر الذنوب إلا أنت . الثالث: التوسل إلى الله تبارك وتعالى بصفة من صفاته، كما في حديث الاستخارة: «اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم »إلى آخره، وكما في القراءة على المريض: «أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر» ، وكما في قوله: اللهم برحمتك أستغيث وما أشبه ذلك. الرابع: التوسل إلى الله تعالى بأفعاله، أن يتوسل إلى الله تعالى في طلب حاجة من الحاجات بفعلٍ فعله سبحانه وتعالى نظير ما طلب، ومنه: «اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد». الخامس: التوسل إلى الله تبارك وتعالى بذكر حال الداعي، وأنه محتاج ومضطر إلى الله، كما في قول موسى عليه الصلاة والسلام: ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾، فهنا سأل الله تبارك وتعالى بوصف حاله، وأنه محتاج مفتقر إلى الله تبارك وتعالى. السادس: التوسل إلى الله تبارك وتعالى بدعاء من ترجى إجابته، أي: أن يدعو لك من ترجى إجابته، ومنه توسل الصحابة بدعاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما ذكرناه آنفاً، ومنه قول عمر رضي الله عنه حين استسقى: (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا). فيقوم العباس فيدعو فيسقون. هذه أنواع كلها جائزة
وأما التوسل الممنوع قد أشرنا إليه في أول كلامنا على هذا السؤال. نعم
المصدر: سلسلة فتاوى نور على الدرب > الشريط رقم [334]
رابط المقطع الصوتي
https://binothaimeen.net/content/12220
* * ** * ** * ** * *
حكم التوسل بالأنبياء والصالحين وما وجه الخلاف في ذلك ؟
السؤال
في الأسبوع الماضي نشرت إحدى المجلات الإسلامية مقالاً لأحد كتابها جاء فيه تحت عنوان قضية التوسل قالوا: أما قضية التوسل بالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم والأنبياء والملائكة والصالحين من عباد الله فقد ذكر الأستاذ البنا أن هذا من الأمور الخلافية بين الأئمة وأنه خلاف في كيفية الدعاء وليس من مسائل العقيدة، وليس الإمام البنا هو أول من قال بذلك. بل قال به محمد بن عبد الوهاب نفسه كما نقل في مجموع فتاويه. حيث قال في المسألة العاشرة قوله في الاستسقاء: لا بأس بالتوسل بالصالحين، وقول أحمد: يتوسل بالنبي خاصة مع قولهم: إنه لا يستغاث بمخلوق. فالفرق ظاهر جداً وليس الكلام مما نحن فيه، فكون بعضٍ يرخص بالتوسل بالصالحين وبعضهم يخص بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأكثر العلماء ينهى عن ذلك ويكرهه فهذه المسألة من مسائل الفقه، ولو كان الصواب عندنا هو قول الجمهور: إنه مكروه فلا ننكر على من فعله. فقد تضمن كلام الشيخ أن التوسل بالصالحين أو بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو موضع خلاف بين العلماء وأن الصواب هو قول الجمهور أنه مكروه، وأن هذه المسألة من مسائل الفقه، وهذا أيضاً أقره البنا فلا وجه للإنكار عليه; ولأن موضوع التوسل فقهي لا عقدي تكلمت عنه جميع كتب المذاهب الفقهية على اختلاف أحكامها فيه، ودخل في الموسوعة الفقهية باعتباره من المسائل الفروعية العملية التي تدخل في إطار البحث الفقهي. وهناك كثيرون من المستقلين عن المذاهب قالوا بإجازة التوسل، منهم: الإمام الشوكاني وهو سلفي معروف في كتابه تحفة الذاكرين شرح الحصن الحصين ، وهناك غيره من القدامى والمحدثين، ومنهم من أجاز التوسل بالنبي وحده ولم يجز التوسل بغيره من الأنبياء والصالحين كما هو رأي الإمام العز بن عبد السلام. والخلاف في المسألة ظاهر يمكنك أن تراجعه في بحث التوسل في الموسوعة الفقهية الكويتية في الجزء الرابع عشر، وبهذا يتضح لنا سلامة ما قاله الشيخ البنا وأنا شخصياً أميل إلى ترجيح عدم التوسل بذات النبي والصالحين وأتبنى رأي شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك. ما رأيك يا شيخ؟
الجواب
التوسل بالصالحين الذي ذكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيره من الفقهاء ظاهره التوسل بذواتهم والتوسل بدعائهم وهذا ظاهر غير مراد، مرادهم التوسل بالصالحين ;أي: بدعائهم. كما فعل عمر رضي الله عنه حين قال: [اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قم يا عباس فادعو الله] ولو كان التوسل بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جائزاً هل يمكن أن يعدل عمر ومعه الصحابة عن التوسل بالرسول إلى التوسل بالعباس؟ لا يمكن أبداً. ثم التوسل بذواتهم وبجاههم ما فائدته؟ ليس سبباً لإجابة الدعاء، التوسل أصله التوصل; أي: أن نتخذ من هذا الذي توسلنا به ما يوصلنا إلى مقصودنا. وذات النبي أو جاهه ليس لنا فيه منفعة. فكل ما ورد من كلام العلماء المعروفين بالتوسل بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فمرادهم التوسل بالإيمان به أو التوسل بدعائه إن كان حياً، وكذلك التوسل بالصالحين; يعني: التوسل بدعائهم. هذا هو الصحيح. وسبحان الله! كيف يصر بعض الناس على أن يقول: هذا جائز ويورد عليه هذه المشتبهات وعنده توسل جائز ما فيه إشكال ويعدل عنه، لولا أنها فتنة، لماذا لا يقول: ربنا إننا آمنا فاغفر لنا كما يقول المؤمنون، لكن بعض الناس مغرم بإثارة المسائل الخلافية. أما هل هو عقيدة أو حكم فرعي؟ فهذه المسألة الخلاف فيها لفظي. المهم أنه هل يجوز أم لا يجوز؟ والذي نرى أنه لا يجوز أن نتوسل بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بذاته أو بجاهه، وإنما نتوسل بالإيمان به واتباعه
المصدر: سلسلة لقاءات الباب المفتوح > لقاء الباب المفتوح [216]
رابط المقطع الصوتي
https://binothaimeen.net/content/6194
* * ** * ** * ** * *
توجيه ما روي من التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم
السؤال
فضيلة الشيخ, ذكرنا في حديث توسُّل الأعمى أنه حديث مُتَكَلَّمٌ فيه، وهو «اللهم إني أتوجه إليك ...» ؛ لأن بعض العلماء صحح هذا الحديث فنريد الجواب عن قوله حينما علم الأعمى الدعاء في بعض الحديث قال: (يا محمد! إني أتوجه بك إلى ربك) وفي نهاية الحديث ذكر الراوي قال: (فدخل علينا الرجل كأن لم يكن به شيء) فهذا يفيد أن الرجل كان في الخارج، أو لم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك دعاه، فقال: (يا محمد)، ما الجواب عن ذلك؟
الجواب
الجواب على هذا أنه كما ذكر شيخ الإسلام في التوسل والوسيلة وارجع إلى كلامه في هذا الكتاب، أن قوله: (أتوسل إليك بنبيك) له معنيان: المعنى الأول: أتوسل إليك بالإيمان بنبيك. والمعنى الثاني: أتوسل إليك بنبيك; إي: بدعائه، وأنه طلب من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يدعو له، وهذا هو المتعيِّن؛ لأجل أن نوافق الأدلة الأخرى
السائل: هو قال: (يا محمد)؟
الشيخ: يا محمد; بِمَعْنَىً وهو موجود، راجع الكتاب الذي قلتُ لك، التوسل والوسيلة، حتى يتبين لك الأمر
المصدر: سلسلة لقاءات الباب المفتوح > لقاء الباب المفتوح [127]
رابط المقطع الصوتي
https://binothaimeen.net/content/4533
* * ** * ** * ** * *
حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم عند الدعاء
السؤال
السائل ع م ك تركونة ليبيا يقول: ما حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند الدعاء؟
الجواب
الشيخ : التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء: إذا كان المتوسل قصده التوسل بالإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم، أو التوسل بمحبة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهذا لا بأس به. أما إذا كان قصده التوسل بذاته فلا يجوز؛ لأن التوسل بذاته لا ينفع المتوسل، فيكون قد دعا الله تعالى بما ليس سبباً للإجابة، وهذا نوع من الاستهزاء. واعلم أن التوسل أنواع، منها
التوسل إلى الله تعالى بأسمائه، فهذا مشروع، مثل أن تقول: أسألك اللهم بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تغفر لي، فهذا مشروع؛ لقول الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا
الثاني: التوسل إلى الله تعالى بصفاته، فهذا أيضاً مشروع، كما جاء في الحديث: «اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني إذا علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي
الثالث: التوسل إلى الله تعالى بأفعاله، كما يقول المصلى: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صلىت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، فإن قوله: كما صلىت للتعليل، يعني: كما مننت بالصلاة على إبراهيم وعلى آل إبراهيم فصلِّ على محمد وعلى آل محمد
الرابع: التوسل إلى الله تعالى بالإيمان به واتباع رسوله، كما في قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾ (آل عمران: 53)، وكما في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا﴾ (آل عمران: من الآية16)، وكما في قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ﴾ (آل عمران: 193)
الخامس: التوسل بالعمل الصالح، كما في قصة الثلاثة الذين أووا إلى غار فانطبقت عليهم صخرة لا يستطيعون زحزحتها، فتوسلوا إلى الله تعالى بصالح أعمالهم فأنجاهم الله وانفرجت الصخرة
السادس: التوسل إلى الله بحال الداعي، كأن يقول: اللهم إني فقير فأغنني، أو يقول: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً فاغفر لي، وكما في قول موسى عليه الصلاة والسلام: ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ
السابع: التوسل إلى الله تعالى بدعاء الرجل الصالح، كما كان الصحابة يتوسلون بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهم، كما في قصة الرجل الذي دخل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يوم الجمعة فقال: يا رسول الله! هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع الله يغيثنا. فدعا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فاستجاب الله له، هذه سبعة أنواع من التوسل الجائز. وبهذه المناسبة أود أن أقول: إن طلب الدعاء من الشخص الصالح إذا كان يخشى منه أن يغتر هذا الرجل بنفسه وأن يقول: إنه من أولياء الله فهنا تحصل مفسدة فلا يسأل، كما أن الأولى بالإنسان مطلقاً أن لا يطلب من أحد أن يدعو الله له، بل يدعو هو نفسه، يدعو الله تعالى مباشرة
أما التوسل الممنوع فهو التوسل بالأموات، وقد يصل إلى حد الشرك الأكبر، وكذلك التوسل بجاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء، أو التوسل بجاه الصالحين، كل هذا ممنوع لا ينفع. نعم
المصدر: سلسلة فتاوى نور على الدرب > الشريط رقم [350]
رابط المقطع الصوتي
https://binothaimeen.net/content/12631
* * ** * ** * ** * *
هل دعاء الله تعالى بصفة من صفاته محرم ؟
السؤال
إذا كان دعاء صفة من صفات الله -عز وجل- محرم، فكيف نفهم الأدعية الآتية من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- كقوله:«أعوذ بالله، وقدرته من شر ما أجد، وأحاذر» وقوله:«أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق»؟
الجواب
وقوله: «أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك» كل هذا استعاذة بصفة الله، والمراد الموصوف؛ لأن الدعاء المحظور أن تقول: يا قدرة الله اغفري لي، يا رحمة الله ارحميني، هذا الذي قال عنه شيخ الإسلام : إنه كفر بالاتفاق، لأنك إذا قلت: يا قدرة الله اغفري لي، أو: يا رحمة الله ارحميني، كأنك جعلت هذه الصفة شيئاً مستقلاً عن الموصوف فيغفر، ويرحم، ويغني، أما إذا قلت: أعوذ بعزة الله، فهذا من باب التوسل بعزة الله -عز وجل- إلى النجاة من هذا المرهوب الذي استعذت بالعزة منه، وكذلك: برضاك من سخطك، وكذلك قوله: «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث»، ليس المعنى أن الإنسان أن يستغيث بالرحمة منفصلة عن الله، لكن هذا من باب التوسل بصفات الله -عز وجل- المناسبة للمستعاذ منه، أو للمدعو، وليس دعاء صفة، دعاء الصفة أن تقول: يا رحمة الله ارحميني، يا قدرة الله أعطيني، وما أشبه ذلك
المصدر: سلسلة لقاءات الباب المفتوح > لقاء الباب المفتوح [72]
رابط المقطع الصوتي
https://binothaimeen.net/content/3419
* * ** * ** * ** * *
هل للإنسان أن يتوسل بعمله الصالح، لأكثر من شيء..؟
السؤال
هل للإنسان أن يتوسل بالعمل الصالح، لأكثر من شيء، ولأكثر من حالة؟
الجواب
نعم، يمكن أن يتوسل بالعمل الصالح لعدة أمور ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ۞ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ [آل عمران:173-194] هذه عدة أشياء توسلوا إلى الله بالإيمان، لتحصل لهم
المصدر: سلسلة لقاءات الباب المفتوح > لقاء الباب المفتوح [25]
رابط المقطع الصوتي
https://binothaimeen.net/content/2623
الإسلام سؤال وجواب
بإشراف الشيخ محمد بن صالح المنجد
أنواع التوسل
السؤال 979
18-06-2000
السؤال
ما هي أنواع التوسل ؟
الجواب
الحمد لله
التوسل والوسيلة يراد به أحد أمور أربعة
أحدها : لايتم الإيمان إلا به ، وهو التوسل إلى الله بالإيمان به وبرسوله وطاعته وطاعة رسوله ، وهذا هو المراد بقوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ) سورة المائدة 35 ويدخل في هذا ؛ التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته والتوسّل إليه بطاعات عملها المتوسّل يسأل الله بها ونحو ذلك
والثاني : التوسل إلى الله بطلب دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته وطلب المؤمنين بعضهم بعضاً أن يدعو لهم ؛ فهذا تابع للأول ومرغب فيه
الثالث :التوسل بجاه المخلوق وذواتهم ، مثل قوله : اللهم ! إني أتوجه إليك بجاه نبيك أو نحوه ؛ فهذا قد أجازه بعض العلماء ، ولكنه ضعيف ، والصواب الجزم بتحريمه ؛ لأنه لا يتوسل إلى الله في الدعاء إلا بأسمائه وصفاته
الرابع : التوسل في عرف كثير من المتأخرين ، وهو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم والاستغاثة به ( والاستغاثة بالأموات والأولياء ) ؛ فهذا من الشرك الأكبر؛ لأن الدعاء والاستغاثة فيما لا يقدر عليه إلا الله عبادة ، فتوجيهها لغير الله شرك أكبر . والله أعلم
https://islamqa.info/ar/answers/979/
No comments:
Post a Comment