My Blog List

Wednesday, April 30, 2025

الإسرائيليات وموقف الشرع منها

 

 

الإسرائيليات وموقف الشرع منها

 

 **الإسرائيليات ** وموقف الشرع منها من الأمور المهمة التي تحتاج إلى توضيح، خاصةً مع انتشار الكثير من الروايات والقصص المنقولة عن بني إسرائيل. فيما يلي توضيح لحكم الإسرائيليات بناءً على ما ورد في المصادر الشرعية المعتبرة

 

---

### **تعريف الإسرائيليات**

 

الإسرائيليات هي الأخبار والقصص المنقولة عن بني إسرائيل (اليهود والنصارى) والتي تتعلق بتفاصيل الأمم السابقة، والأنبياء، والأحداث التاريخية المذكورة في الكتب السابقة. وقد دخلت هذه الروايات إلى التراث الإسلامي عبر بعض الصحابة والتابعين الذين كانوا على علم بكتب أهل الكتاب قبل الإسلام، مثل كعب الأحبار ووهب بن منبه 

 

---

### **حكم الإسرائيليات في الإسلام**

 

قسّم العلماء الإسرائيليات إلى ثلاثة أقسام رئيسية، لكل منها حكم خاص

 

#### 1. **ما وافق القرآن والسنة الصحيحة**

 

-

**الحكم ** : يُقبل ويُصدَّق لأنه موافق للوحي

-

مثال ** : قصة أصحاب الكهف كما وردت في القرآن، أو ما ثبت في

السنة النبوية

-

ملاحظة ** : يُستغنى بما ورد في الشرع الإسلامي، لكن يجوز ذكر هذه

الروايات للاستئناس أو التوضيح

 

 

#### 2. **ما خالف القرآن والسنة**

 

-

**الحكم ** : يُردُّ ويُكذَّب لأنه مخالف للشرع

-

مثال ** : الروايات التي تنسب أفعالاً غير لائقة إلى الأنبياء (كبعض ما

ورد في التوراة المحرفة عن داود أو سليمان عليهما السلام

-

الموقف ** : يجب التحذير منها وبيان بطلانها، ولا يجوز نشرها إلا لبيان تحريفها

 

 

#### 3. **ما لم يرد فيه نصٌّ شرعي يُصدِّقه أو يُكذِّبه**

 

-

الحكم ** : يُوقف فيه، فلا يُصدَّق ولا يُكذَّب، ويجوز روايته بشرط عدم الجزم بصحته

-

مثال ** : بعض التفاصيل غير المؤثرة دينيًّا، مثل لون كلب أصحاب الكهف، أو نوع الشجرة التي كلم الله عندها موسى

-

 

**الدليل**: قول النبي ﷺ

 

لَا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ، وَقُولُوا: آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا"

 

[رواه البخاري]

وكذلك قوله: **"حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ"** [رواه البخاري]

 

---

### **ضوابط التعامل مع الإسرائيليات**

 

1.

التحقق من موافقة الشرع**: قبل نشر أي رواية، يجب مقارنتها بالقرآن والسنة

 

2.

عدم الاعتماد عليها في العقيدة أو الأحكام**: لأنها ليست مصدرًا تشريعيًّا

 

3.

الحذر من الإسرائيليات المكذوبة**: خاصة تلك التي تطعن في الأنبياء أو

تروج للخرافات

 

4.

عدم إشغال العامة بها**: لأنها قد تسبب تشويشًا أو انحرافًا عند من لا

يميز بين الصحيح والضعيف 

---

### **موقف الصحابة والعلماء من الإسرائيليات**

 

-

الصحابة**: كانوا يتوقفون عند ما لم يرد فيه نص، ويقبلون ما وافق الشرع، ويردون ما خالفه

مثال: عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أتى النبي ﷺ بكتاب من أهل الكتاب، غضب النبي وقال

أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟! وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً"**  [رواه أحمد]

-

العلماء**: مثل ابن كثير وابن حجر نبهوا على وجوب التثبت وعدم التسليم

بكل ما ينقل

 

---

### ** ختامًا **

 

الإسرائيليات ليست كلها مرفوضة، لكن التعامل معها يحتاج إلى حكمة واتباع الضوابط الشرعية. الأفضل الاقتصار على ما ورد في القرآن والسنة، وترك ما سوى ذلك إلا للضرورة العلمية، مع التنبيه على حاله

 

 

للتفصيل أكثر، يمكن الرجوع إلى مصادر مثل

 

- كتب التفسير المعتمدة كتفسير ابن كثير

 

 

 

### الصحابة الذين نقلوا الإسرائيليات

 

 

نقلت الإسرائيليات إلى التراث الإسلامي عن طريق بعض الصحابة والتابعين الذين كانوا على علم بكتب أهل الكتاب (اليهود والنصارى) قبل إسلامهم أو من خلال اتصالهم بأهل الكتاب بعد الإسلام. ومن أشهر الصحابة الذين نُقل عنهم الإسرائيليات

 

 

#### 1. **عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما)**

 

-

 كان يُطلق عليه "حَبْر الأمة" لكثرة علمه بالتفسير والقصص

-

روى بعض الإسرائيليات في تفسير آيات القرآن، خاصةً في قصص الأنبياء مثل موسى ويوسف (عليهما السلام)

-

كان يستفيد من أخبار أهل الكتاب أحيانًا، لكنه لا يثبتها كحقائق دينية إلا إذا وافقت القرآن والسنة

 

 

#### 2. **عبد الله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما)**

 

-

كان يقرأ الكتب القديمة (كالتوراة) قبل الإسلام، وبعد إسلامه أقرّه النبي ﷺ على ذلك في بعض الروايات

-

قال النبي ﷺ له: **"أَصَبْتَ مِنَ الْكِتَابَيْنِ"** (يعني القرآن والكتب السابقة)، لكنه نهاه عن التشبث بها في الدين

-

نقل بعض القصص الإسرائيلية، لكنه كان يتحرى الموافقة مع الشرع

 

 

#### 3. **أبو هريرة (رضي الله عنه)**

 

-

روى بعض الأحاديث التي تتضمن إشارات إلى قصص بني إسرائيل

-

يُعتقد أن بعض ما نقله من الإسرائيليات كان عبر اتصاله بكعب الأحبار (الذي أسلم من اليهود)

 

 

#### 4. **كعب الأحبار (من التابعين، وليس صحابيًّا)**

 

-

كان عالمًا يهوديًّا ثم أسلم في عهد أبي بكر أو عمر (رضي الله عنهما)

-

نقل كثيرًا من الإسرائيليات، خاصةً في قصص الأنبياء والأمم السابقة

-

بعض العلماء قبلوا رواياته إذا لم تخالف الشرع، بينما انتقد آخرون بعض نقولاته

 

 

#### 5. **تميم الداري (رضي الله عنه)**

 

-

كان نصرانيًّا ثم أسلم، واشتهر بقصصه عن الأمم الغابرة

-

روى بعض الإسرائيليات في قصص الأنبياء، وأذن له عمر (رضي الله عنه) بالقصّ على الناس في المسجد بضوابط

---

### موقف الصحابة من الإسرائيليات

 

-

التثبت**: كان الصحابة لا يقبلون من الإسرائيليات إلا ما وافق القرآن والسنة

-

التحذير ** : عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) كان ينهى عن الأخذ من أهل الكتاب، كما في قوله: **"كفى بنا كتاب الله

-

الضوابط**: كانوا يروونها للعبرة لا للاعتقاد، مع التنبيه على أنها ليست وحياً

---

### الخلاصة

 

أخذ الإسرائيليات من الصحابة كان مقيدًا بضوابط الشرع، وأشهر من نقلها: **ابن عباس، ابن عمرو، أبو هريرة، تميم الداري**، بالإضافة إلى التابعين مثل **كعب الأحبار ووهب بن منبه**. لكن العلماء نبهوا على وجوب التمييز بين ما يقبل منها وما يرد

 

 

للتفصيل

-

"الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير" للدكتور محمد أبو شهبة
- "تفسير ابن كثير" (يذكر الإسرائيليات ويحكم عليها)

 

 

 

 

### **روايات إسرائيلية صحيحة ومعتمدة عند العلماء**

 

 

بعض الإسرائيليات التي وردت في كتب التفسير والحديث، ووافقها القرآن أو السنة، أو لم تخالفهما، فقبلها العلماء بضوابط شرعية. ومنها

 

 

#### ** 1. قصة هاروت وماروت **

-

الرواية ** : أن ملكين نزلا إلى الأرض ليعيشا بين الناس ويمتحناهم، فوقعا في المعصية

-

**مصدرها**: ذكرها بعض المفسرين مثل **الطبري** و**ابن كثير** مستندين إلى آثار عن ابن عباس وكعب الأحبار

-

**موافقتها للشرع ** : ورد ذكرها في القرآن بشكل مجمل

وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ}**  [البقرة: 102]

 

- **حكم العلماء**

-

** ابن تيمية ** : قبلها لأن القرآن أشار إليها

-

**ابن كثير ** : ذكرها دون إنكار، لكنه لم يجزم بصحة التفاصيل

 

 

#### ** 2. قصة الغرانيق المكذوبة (المردودة)**

 

-

تحذير**: اشتهرت رواية أن النبي ﷺ قرأ سورة النجم وأثنى على آلهة المشركين خطأً، ثم نُسخت

-

الرد**: هذه **باطلة** باتفاق العلماء (كالذهبي وابن كثير)، لأنها تنسب الخطأ للرسول ﷺ

 

 

#### ** 3. قصة بقرة بني إسرائيل**

 

-

الرواية ** : أن بني إسرائيل قتلوا رجلاً وأرادوا معرفة القاتل، فأمروا بذبح بقرة، فضربوا الميت بجزء منها فقام وأخبر بمن قتله

-

مصدرها ** : القرآن ذكرها بإيجاز في سورة البقرة (آيات 67-73)

-

التفاصيل الإسرائيلية ** : بعض المفسرين (كالثعلبي) ذكر أن البقرة كانت صفراء، لكن هذه التفاصيل **لا يعتمد عليها** لأن القرآن لم يذكرها

 

 

#### **  4. قصة الخضر مع موسى (عليهما السلام) **

 

-

الرواية ** : أن الخضر كان عبدًا صالحًا أعطاه الله علمًا خاصًّا، وسافر معه موسى ليتعلم منه

-

مصدرها ** : القرآن ذكرها في سورة الكهف (60-82) دون تفاصيل
- **التفاصيل الإسرائيلية**

-

بعض الروايات تقول إن الخضر كان نبياً أو ملكاً، لكن الأصح أنه عبد صالح (كما في صحيح البخاري)

-

ابن حجر**: قبل القصة لأن القرآن أثبتها، لكنه توقف في تفاصيلها

 

 

#### ** 5. قصة طالوت وجالوت **

 

-

الرواية ** : أن طالوت ملك بني إسرائيل، وقاتل جالوت الجبار، وقتله داود (عليه السلام)

-

**مصدرها **  : القرآن ذكرها في سورة البقرة (246-251)

 

 ** التفاصيل الإسرائيلية **

 

-

بعض الروايات تذكر أن داود كان صغيرًا حين قتل جالوت، وهذاموافق للقرآن

-

روايات أخرى تزيد تفاصيل عن المعركة، لكنها غير مثبتة

---

### ** ضوابط قبول الإسرائيليات عند العلماء **

 

1.

**أن توافق القرآن والسنة  ** (كقصة هاروت وماروت)

2.

**ألا تخالف العقل أو النقل  ** (كالغرانيق المكذوبة)

3.

**أن لا يعتمد عليها في العقيدة أو الأحكام  **، بل تكون للعبرة فقط

4.

**أن تُروى بدون جزم **، مثل: "يُذكر أن..." أو "قيل..."

---

### ** كيفية التمييز بين المقبول والمردود **

 

-

**المرجع الأول ** : القرآن والسنة

-

كتب التفسير المعتمدة ** : مثل **تفسير ابن كثير** (ينقد الإسرائيليات الضعيفة)

 

-

تحذيرات العلماء  ** : كـ  ** ابن تيمية **  الذي حذر من الإسرائيليات التي تشوه صورة الأنبياء

الخلاصة **  : بعض الإسرائيليات مقبولة إذا وافقت الشرع، لكن الأفضل الاكتفاء بما ورد في القرآن والسنة الصحيحة

 

 

 

No comments:

Post a Comment