حكم الإسرائيليات
وما يأتي عن بني إسرائيل ويحكى عنهم ذكر أهل العلم أنه على ثلاثة أقسام: قسم يوافق ما في القرآن فيصدق، وهكذا ما وافق السنة الصحيحة
وقسم يخالف القرآن والسنة، ويرده القرآن والسنة فهذا باطل مكذب
وقسم ثالث ليس في القرآن والسنة ما يدل على صدقه ولا على كذبه فهذا يروى ويحكى ولا يصدق ولا يكذب، كما قال النبي ﷺ: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم فقد يكون حقًا فتكذبوه وقد يكون باطلًا فتصدقوه، فما لم يرد في الكتاب والسنة ما يدل على صدقه وكذبه فإنه موقوف لا يكذب ولا يصدق، ولكن يحكى من باب التعجب لقوله عليه الصلاة والسلام: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، فقولهم أنه كان له سلطان في السماء الدنيا أو أنه كان من أعبد الناس أو كذا أو كذا هذا لا يعتمد عليه، ولا يجزم به، ولكن يحكى ما يحكى كما يحكى غيره من أخبار من مضى مما يحكيه بنو إسرائيل وغيرهم
https://binbaz.org.sa/audios/1323/%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D9%89%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A7%D
8%AA
الاسرائيليات في القصص
الإمام ابن عثيمين
الإسرائيليات: الأخبار المنقولة عن بني إسرائيل من اليهود وهو الأكثر، أو من النصارى وتنقسم هذه الأخبار إلى ثلاثة أنواع
الأول: ما أقره الإسلام، وشهد بصدقه فهو حق
مثاله: ما رواه البخاري وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله فقال: يا محمد صلى الله عليه وسلم، إنَّا نجد أنّ الله يجعل السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع فيقول: أنا الملك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقاً لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله : { )وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر:67) (1)
الثاني: ما أنكره الإسلام وشهد بكذبه فهو باطل
مثاله: ما رواه البخاري عن جابر رضي الله عنه قال: كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها، جاء الولد أحول؛ فنزلت: { )نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) (البقرة:223) (2)
الثالث: ما لم يقره الإسلام، ولم ينكره
فيجب التوقف فيه، لما رواه البخاري (3)
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله : لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا:(آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ) (العنكبوت: من الآية46) ولكن التحدث بهذا النوع جائز، إذا لم يخش محذور؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم "بلِّغوا عنِّي ولو آية، وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" رواه البخاري (4)
وغالب ما يروى عنهم من ذلك ليس بذي فائدة في الدِّين كتعيين لون كلب أصحاب الكهف ونحوه
وأما سؤال أهل الكتاب عن شيء من أمور الدين، فإنه حرام لما رواه الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : "لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء؛ فإنهم لن يهدوكم، وقد ضلوا، فإنكم إما أن تصدقوا بباطل، أو تكذبوا بحق، وإنه لو كان موسى حيًّا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني" (5)
وروى البخاري (6) عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء، وكتابكم الذي أنزل الله على نبيكم أحدث الأخبار بالله مَحضاً، لم يُشَبْ، وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب قد بدلوا من كتاب الله، وغيروا، فكتبوا بأيديهم، قالوا: هو من عند الله؛ ليشتروا بذلك ثمناً قليلاً، أو لا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم؟ فلا والله ما رأينا رجلاً منهم يسألكم عن الذي أنزل إليكم
موقف العلماء من الإسرائيليات
اختلفت مواقف العلماء، ولا سيما المفسرون من هذه الإسرائيليات على ثلاثة أنحاء
أ - فمنهم من أكثر منها مقرونة بأسانيدها، ورأى أنه بذكر أسانيدها خرج من عهدتها، مثل ابن جرير الطبري
ب - ومنهم من أكثر منها، وجردها من الأسانيد غالباً، فكان حاطب ليل مثل البغوي الذي قال شيخ الإسلام ابن تيمية(1) عن تفسيره: إنه مختصر من الثعلبي، لكنه صانه عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة، وقال عن الثعلبي: إنه حاطب ليل ينقل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع
جـ - ومنهم من ذكر كثيراً منها، وتعقب البعض مما ذكره بالتضعيف أو الإنكار مثل ابن كثير
د - ومنهم من بالغ في ردها، ولم يذكر منها شيئاً يجعله تفسيراً للقرآن كمحمد صلى الله عليه وسلم رشيد رضا
(1)
أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب قوله: (وما قدروا الله حق قدره) حديث رقم (4811)، ومسلم، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب صفة القيامة والجنة والنار. حديث رقم (2786)
(2)
أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) حديث رقم (4528)، ومسلم، كتاب النكاح، باب جواز جماعة امرأته في قبلها، من قدامها أو من ورائها، من غير تعرض للدبر. حيث رقد (1435)
(3)
أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب 11: (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا)، حديث رقم 4485
(4)
أخرجه البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب 50: ما ذكر عن بني إسرائيل، حديث رقم 3461
(5)
أحمد (3/338، 387)
(6)
أخرجه البخاري، كتاب الشهادات، باب لا يسأل أهل الشرك عن الشهادة وغيرها. حديث رقم (2685)، (6929)
الموقف من الإسرائيليات
السؤال 22289
ما موقفنا من الإسرائيليات ؟
الجواب
الحمد لله
قال الشيخ الشنقيطي
ومن المعلوم أن ما يروى عن بني إسرائيل من الأخبار المعروفة بالإسرائيليات له ثلاث حالات في واحدة منها يجب تصديقه وهي ما إذا دل الكتاب أو السنة الثابتة على صدقه ، وفي واحدة يجب تكذيبه وهي إذا ما دل القرآن والسنة على كذبه ، وفي الثالثة لا يجوز التكذيب ولا التصديق … وهي ما إذا لم يثبت في كتابٍ ولا سنَّة صدقه ولا كذبه
وبهذا التحقيق تعلم أن القصص المخالفة للقرآن والسنة الصحيحة التي توجه بأيدي بعضهم زاعمين أنها في الكتب المنزلة يجب تكذيبهم فيها لمخالفتها نصوص الوحي الصحيح التي لم تحرف ولم تبدل والعلم عند الله تعالى
مصادر التشريع
https://www.google.com/amp/s/islamqa.info/amp/ar/answers/22289
رقم الفتوى: 225502
تاريخ النشر:الأربعاء 26 ذو الحجة 1434 هـ - 30-10-2013 م
السؤال
ما هي الإسرائليات؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد
فإن الإسرائيليات هي الأخبار والروايات المنقولة عن بني إسرائيل، وحكم هذه الإسرائيليات أنها لا تصدق ولا تكذب، لقوله صلى الله عليه وسلم: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم. رواه البخاري
جاء في شرح صحيح البخاري لابن بطال: يعني: فيما ادعوا من الكتاب ومن أخبارهم، مما يمكن أن يكون صدقاً أو كذباً، لإخبار الله تعالى عنهم أنهم بدلوا الكتاب ليشتروا به ثمناً قليلاً، ومن كذب على الله فهو أحرى بالكذب في سائر حديثه. انتهى
وقال ابن حجر في فتح الباري: ولا تكذبوهم ـ أي إذا كان ما يخبرونكم به محتملاً، لئلا يكون في نفس الأمر صدقاً فتكذبوه، أو كذباً فتصدقوه فتقعوا في الحرج. انتهى
ولكنه يجوز التحديث بها في باب النصح والوعظ دون الجزم بصحتها إن لم يعلم بطلانها، لقوله صلى الله عليه وسلم: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج. رواه البخاري
جاء في التيسير بشرح الجامع الصغير للمناوي: ولا حرج ـ لا ضيق عليكم في التحديث به إلا أن يعلم أنه كذب، أو: ولا حرج ـ أن لا تحدثوا، وإذنه هنا لا ينافي نهيه في خبر آخر، لأن المأذون فيه التحدث بقصصهم، والمنهي عنه العمل بالأحكام لنسخها. انتهى
والله أعلم
https://www.google.com/amp/s/www.islamweb.net/amp/ar/fatwa/225502
حكم رواية الإسرائيليات والاستشهاد بها في كتب التفسير
رقم الفتوى: 242161
تاريخ النشر:الخميس 27 ربيع الآخر 1435 هـ - 27-2-2014 م
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد
فالإسرائيليات على ثلاثة أقسام: الأول: ما يوافق القرآن، فهذا نصدقه ونحدث به
الثاني: ما يكذبه القرآن، فهذا يجب علينا تكذيبه
الثالث: أخبار لم يكذبها القرآن ولم يصدقها، فهذه نحدث بها على جهة الاستئناس بها، مع عدم تصديقها أو تكذيبها، بل نقول: آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم، ويدل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج. رواه البخاري وغيره
ومن هذا المنطلق أورد كثير من المفسرين الإسرائيليات في كتبهم باعتبارها من القسم المأذون فيه، إلا أن بعضهم قد توسع في ذلك، فأدخل ما لا تليق نسبته إلى الله عز وجل أو إلى أنبيائه، ولذلك تصدى للتحذير من ذلك الثقات الأثبات من أهل العلم أمثال الحافظ ابن كثير وغيره ممن يسيرون على خطى السلف الصالح في التحقيق والتثبت، فعلى سبيل المثال يقول فضيلة الشيخ السعدي عقب ذكر قصة سليمان مع بلقيس: فهذا ما قصه الله علينا من قصة ملكة سبأ وما جرى لها مع سليمان، وما عدا ذلك من الفروع المولدة والقصص الإسرائيلية، فإنه لا يتعلق بالتفسير لكلام الله وهو من الأمور التي يقف الجزم بها على الدليل المعلوم عن المعصوم، والمنقولات في هذا الباب كلها أو أكثرها ليس كذلك، فالحزم كل الحزم، الإعراض عنها وعدم إدخالها في التفاسير. اهـ
https://www.google.com/amp/s/www.islamweb.net/amp/ar/fatwa/242161
No comments:
Post a Comment