فتاوى
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
حول جماعة الدعوة و التبليغ
إقتباسات
من الكتاب :
لقاء
الباب المفتوح
يمكن
تحميل/
الاستماع
الكتاب من الموقع الرسمي لسماحة الشيخ
الكتاب:
سلسلة
لقاءات الباب المفتوح
هي
عبارة
عن سلسلة
لقاءات كان يعقدها
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -
طيب
الله
ثراه -
بمنزله
كل خميس.
ابتدأ
الشيخ
هذه
اللقاءات
في أواخر
شوال تقريباً
في العام
(1412هـ)
وانتهت
هذه
السلسلة
في الخميس
الرابع
عشر من
شهر صفر،
عام (1421هـ)
* * ** * ** * ** * *
القول
في جماعة التبليغ بين الإفراط والتفريط
رابط
المقطع
الصوتي
السؤال:
فضيلة
الشيخ:
جماعة
الدعوة الذين يخرجون ثلاثة أيام، وهم
جماعة التبليغ والدعوة، المهم -يا
شيخ-
أني
بدأت الالتزام قريباً، ومضطرب في هذا
الأمر، هناك بعض الشباب من الإخوان يقول:
لا
تتبع هذه الجماعة، وهناك
بعض العلماء في المدينة نصحني بالخروج
معها، فما رأي فضيلتكم؟
الجواب:
الغالب
أن كل المسائل يكون الناس فيها طرفين
ووسطاً:
فمن
الناس من يثني على هؤلاء كثيراً،
وينصح بالخروج معهم، ومنهم من يذمهم
ذماً كبيراً، ويحذر منهم كما يحذر من
الأسد، ومنهم متوسط، وأنا
أرى أن الجماعة فيهم خير،
وفيهم دعوة، ولهم تأثير
لم ينله أحد من الدعاة، تأثيرهم
واضح، كم من فاسق هداه
الله!
وكم
من كافر آمن!
ثم
إنه من طبائعهم التواضع
والخلق والإيثار،
ولا يوجد في الكثيرين، ومن يقول:
إنهم
ليس عندهم علم حديث أو من علم السلف أو ما
أشبه ذلك؟ هم أهل خير ولا شك،
لكني أرى أن الذين يوجدون في المملكة لا
يذهبوا إلى باكستان وغيرها من البلاد
الأخرى؛ لأننا لا ندري عن عقائد أولئك
ولا ندري عن مناهجهم، لكن
المنهج الذي عليه أصحابنا هنا في المملكة
منهج لا غبار عليه، وليس
فيه شيء، وأما تقييد الدعوة بثلاثة
أيام أو أربعة أيام أو شهرين
أو أربعة أشهر أو ستة أو سنتين فهذه
ما لها وجه، ولكنهم يرون أن
هذا من باب التنظيم،وأنه إذا خرج
ثلاثة أيام وعرف أنه مقيد بهذه الثلاثة
استقام وعزف عن الدنيا،
فهذه مسألة تنظيمية ليست بشرع، ولا
هي عبادة،فأرى -بارك
الله فيك-
إن
كان اتجاهك لطلب العلم فطلب العلم أفضل
لك؛ لأن طلب العلم فيه خير، والناس الآن
محتاجون لعلماء أهل سنة راسخين في العلم،
وإن كان ما عندك قدرة على تلقي طلب العلم،
وخرجت معهم لأجل أن تصفي
نفسك، فهذا لا بأس به،وهناك أناس
كثيرون هداهم الله عز وجل على أيديهم
المصدر:
سلسلة
لقاءات الباب المفتوح >
لقاء
الباب المفتوح
[10]
* * ** * ** * ** * *
جماعة
التبليغ … طريقة دعوتهم وحكم الخروج معهم
رابط
المقطع
الصوتي
السؤال
:
فضيلة
الشيخ !
أحب
أن أطلع على حقيقة جماعة التبليغ، وهل
ينصح فضيلتك بالخروج معهم في البلدان
الأخرى أم لا ؟
الجواب:
الدعوة
إلى الله عز وجل مأمور بها، قال الله تبارك
وتعالى:
ادْعُ
إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
[النحل:125]
والسير
في الدعوة إلى الله في الأرض أمر مطلوب
أيضاً، لكنني لا أنصح إخواننا في بلادنا
أن يذهبوا خارج البلاد إلى باكستان أو
بنجلاديش أو ما أشبه ذلك؛ لأنه بلغني أن
هناك رؤساء مشتبه في عقيدتهم، والإنسان
يجب عليه أن يبتعد عما فيه الاشتباه،
أما في داخل المملكة فلا أرى عليهم إلا
خيراً.
صحيح
أن عندهم جهلاً، وأنهم يحتاجون إلى طلبة
علم يخرجون معهم يوجهونهم ويبينون لهم
أن الإسلام أوسع مما حصروه
في الستة الأوصاف التي عندهم، ويرشدونهم
إلى السنة في كثير من الأمور، لكنني لست
أشدد في التحذير منهم، بل ولا أحذر
منهم؛لأن لهم تأثيراً بالغاً
في هداية الخلق، فكم من إنسان فاسق
صار مستقيماً
على أيديهم، وكم من إنسان كافر
صار مسلماً على أيديهم، وهم في الدعوة
إلى الله ألين من غيرهم؛ عندهم لين، وعندهم
إيثار، وعندهم خلق، ولكن عندهم شيء من
البدع يمكن أن يُقضى عليها
أما
بالنسبة لنصيحة كل شخص على حدة فالإنسان
الذي عنده قدرة على التعلم والتفرغ لطلب
العلم ننصحه أن يبقى في طلب العلم وألا
يخرج معهم؛ لأن طلب العلم
أفضل من الذهاب للدعوة إلى الله عز وجل،
وأما إذا كان الإنسان ليس بطالب علم ولا
مستعداً لطلب العلم وأراد
أن يخرج معهم من أجل أن يلين قلبه ويقبل
على الله عز وجل فلا حرج
المصدر:
سلسلة
لقاءات الباب المفتوح >
لقاء
الباب المفتوح
[60]
* * ** * ** * ** * *
الرأي
في جماعة التبيلغ والخروج معها
رابط
المقطع
الصوتي
السؤال:
ما
رأيك في جماعة التبليغ والذهاب معهم
كمبتدئ لوجود بعض الخطأ؟
الجواب:هل
لهذه الجماعة تأثير في هداية الناس؟
السائل:لا
الجواب:هذا
تكذيب بالواقع,
كلامك
هذا تكذيب بالواقع,
والواقع
أن لها تأثيراً عظيماً في هداية الناس,
كم
من فاسق صار مستقيماً,
وكمن
كافر أسلم,
هذا
شيء لا ينكره أحد,
إلا
من اتخذ منهم موقفاً معيناً فإن الحسنات
تكون سيئات,
وهذا
معروف كما قال الشاعر
وعين
الرضا عن كل عيب كليلة ***
كما
أن عين السخط تبدي المساويا
حدثني
من أثق به عن شخص لا أثق به إلا في هذه
القضية,كان
له ابن أخت فاسقاً فاجراً، ما من معصية
ذكرت إلا ارتكبها,
مظلم
الوجه,
سيئ
الملكة,
يقول
في يوم من الأيام فقدنا هذا الرجل,
بقي
خمسة أشهر أو أكثر أو أقل
تقريباً,
فقلنا
لعل الله أتى بسائق مجنون وارتطم به!
ويقول
بعد مدة ما بين صلاة الظهر وصلاة العصر,
رجل
يقرع الباب فقلنا من؟ -أي:
الخال؛
لأن هذا ابن أخته-
يقرع
الباب ..
السلام
عليكم,
والرجل
هذا قال:
أسأل
الله ألا يبتليني!
مَنْ
الرجل المطوع الذي جاءنا في هذا الوقت؟
فقام وفتح الباب,
وإذا
بالرجل البهي المنور وجهه الملتحي,
من
أنت؟ قال:
أنا
ابن أختك,
ولم
يعرفه,
قال:
لو
تريدني أن أعد لك الآن حجر البيت,
وغرف
البيت,
وحمامات
البيت,
وأنواع
الفرش في البيت لفعلت!
المهم
أنه قال له:
ادخل,
فدخل,
وقال:
ما
الذي حولك إلى أن صرت إلى هذا الحال؟ قال:
والله!
الحقيقة
إني ما عرفت الدنيا ولا أني مخلوق إلا بعد
ما حصل,
قال:
ما
الذي حصل؟ قال:
جاءني
إخوة من جماعة التبليغ واتصلوا بي
وقالوا ادخل معنا في المسجد اسمع الذكر
واسمع القرآن,
ففعلت,
ثم
قالوا لي:
اذهب
إلى الحمام وتغسل وتنشط,
وقالوا:
اخرج
معنا,
فخرجت
معهم,
تسبيح
وقراءة قرآن وصلاة وإيثار وخدمة,
تعجبت
قلت:
هل
هذا في عالم آخر غير عالمنا؟ يقول:
فمشيت
معهم وسبحان الله عرفت الآن أنني في
الدنيا,
استنار
قلبي وهداني الله,
وقصص
كثيرة من هذا النوع أو القريب منه,
فلهم
تأثر بالغ.
لكن
فيهم مسألتين
المسألة
الأولى:الجهل,
ليس
عندهم علم,
قد
يكون أفراد منهم عندهم علم لكن غالبهم
ليس عندهم علم
المسألة
الثانية:ما
يذكر من البدع في القوم الذين خارج
البلاد
السعودية
,
على
أن هذا غير مسلَّم,
لأنه
يوجد أناس من أهل القصيم ذهبوا إلى الأمكنة
تلك ويقولون:
والله
ما رأينا شيئاً!
بل
كان الرجل يأتي منهم له تسعين سنة ثم يصلى
المغرب ويخطب إلى العشاء,
وبعد
صلاة العشاء خطب إلى ثلث الليل,
وهو
كبير السن وكل كلامه ليس فيه ما ينتقد,
ولما
انتهى أتينا سلمنا عليه ولما عرف أننا من
السعودية جلس وقال:
الحقيقة
نحن ما نريد إلا الحق,
والواجب
عليكم أنتم يا علماء السعودية إذا سمعتم
عنا أي شيء بلغونا عنه.
فالحاصل
أن الجماعة لا شك أن لهم تأثيراً بالغاً
في إصلاح القلوب وإرجاعها,
ولكنهم
يحتاجون إلى علم
المصدر:
سلسلة
لقاءات الباب المفتوح >
لقاء
الباب المفتوح
[212]
* * ** * ** * ** * *
هل
يخرج مع جماعة التبليغ؟
رابط
المقطع
الصوتي
السؤال:نسب
إليكم أحد الأشخاص أنكم تؤيدون جماعة
التبليغ ، ما قولكم في هذا؟
الجواب:كيف
نؤيدهم ماذا نقول ؟
السائل
:
يقول:
بأنك
تقول:
جائز
الذهاب معهم
الشيخ
:
نعم.
أنا
أقول:
جائز،
وقد يتعين على طالب العلم الذي إذا خرج
معهم أرشدهم إلى الحق، الجماعة
ليسوا يفعلون المنكرات الظاهرة، لكن
صحيح أنه ثبت عنهم قصور ويحتاجون إلى من
يعلمهم ويرشدهم، وإلا فمن عرف حالهم وعرف
إيثارهم وأخلاقهم وآثارهم يقول:
هذه
جماعة لا يوجد لها نظير.فهم
أسلم على أيديهم كثير من الناس، وصلح على
أيديهم كثير من الفساق، وهذا أمر لا ينكر،
وفيهم من الإيثار واللطافة وحسن الخلق
ما لا يوجد في غيرهم، لكن عندهم جهل لا
شك، فإذا خرج الإنسان معهم ليرشدهم ويقول:
يا
إخواني!
هذه
مثلاً بدعة، هذه لم تأت بها السنة،
فهذا خير، أنا أحب أن
طلاب العلم يأتون بهم ويرشدونهم أو يخرجون
معهم ويرشدونهم.
أما
أن نبقى نتلاعن فيما بيننا، ونبدع أو نكفر
أو ما أشبه ذلك، فهذا غلط، ولا مجال
لذكر الوقائع التي وقعت من تأثير هؤلاء
في فساق وكفار وملحدين.
لكن
لو قال شاب:
هل
الأفضل أن أخرج معهم، أو أطلب العلم؟
قلنا:
الأفضل
تطلب العلم لا شك؛ لأنهم هم ليس عندهم
زيادة علم، أكثر ما عندهم النظر في الأخلاق
والفضائل وما أشبه ذلك، وهم كثير منهم لا
يميز بين الصحيح والضعيف
[المصدر:
سلسلة
لقاءات الباب المفتوح >
لقاء
الباب المفتوح
[224
* * ** * ** * ** * *
مدى
مشروعية أنشطة جماعة التبليغ
رابط المقطع الصوتي
السؤال:عندي
سؤال عن جماعة التبليغ،
وحركتهم في المجتمع
الشيخ:
من
هم جماعة التبليغ ؟
السائل:
هؤلاء
الذين يطلع عليهم الإخوان
يا شيخ
الشيخ:
من
هم الإخوان ؟
السائل:
هذا
يا شيخ !
والله!
ما
أدري أيش أشرح لك
الشيخ
:
اشرح
لي كي أجيب عليك
السائل:
هذا
يا شيخ!
عندهم
مثل:
الخروج
يمشون بين الناس يدعون إلى الله
الشيخ:
الله
أكبر سنة رسول الله
السائل:
سنة
رسول الله، لكن عندهم الخروج في الشهر
ثلاثة أيام يذهبون إلى مدينة أخرى يجتمعون
مع أناس يحيون سنناً، فعارضهم أناس وقالوا:
هذه
بدعة من أين أتيتم بنظرية الخروج هذه،
هذه لم ترد عن الرسول، والرسول صلى الله
عليه وسلم يقول:
(من
أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد
الشيخ:
نعم
السائل
:
يعني
يقول:
هذه
بدعة كيف أنتم أتيتم من عندكم
الشيخ:
نعم
السائل:
وهناك
مؤيدون لهم ومعارضون، وليسوا موجودين
في المنطقة
الشيخ:
قل:
وهناك
متوقفون، لكي يكون وسطاً وطرفين
السائل:
وهم
في كل منطقة نشيطون، وقد التزم على أيديهم
أناس كثيرون، وفي وقت العصر يجتمعون
ويشكلون مجموعات، مجموعة زيارة للمنطقة
الفلانية، وأنتم عندكم مجموعة زيارة
للمنطقة الفلانية
الشيخ:
ترتيب
السائل:
ترتيب
يا شيخ
الجواب
:أما
المشي في دعوة الناس فهذا نبيك صلى الله
عليه
وسلم كان في أيام موسم
الحج يدور على الناس في منازلهم ويدعوهم،
هذه واحدة، وهاجر
إلى المدينة للدعوة،لأن أهل مكة كما
هو معروف آذاه أهلها ومنعوه من الدعوة
فأمر بالهجرة إلى المدينة لتتم الدعوة،
إذاً هذه ما فيها شيء
السائل:إذاً
:
ما
في ذلك بدعة يا شيخ ؟
الشيخ:
اصبر
يا رجل!
نأخذها
قليلاً قليلاً، كما أعطيتنا إياها.
وأما
ترتيبها بثلاثة أيام أو بأربعين يوماً
أو بستة أشهر أو ما أشبه ذلك فهم
يقولون:
نحن
لا نقول إن هذه سنة نقول
هذه ترتيب وسيلة للاستقامة في الدعوة،والوسائل
ما لها حصر ألست الآن أخطب بـ (الميكرفون)؟
السائل:
نعم
الشيخ:
حسناً
هل الرسول خطب بـ (الميكرفون)
؟لم
يكن موجوداً أصلاً، لكن لم
يقل:
لا
تخطبوا بوسيلة،وإذا كان
الرسول لا يعلم أنه سيكون (ميكرفون)
فالرب
عز وجل يعلم، فالوسائل وسائل العبادات
ليست مقصودة لذاتها إنما هي لغيرها، فهم
يقولون:
نحن
نقول:
اخرج
ثلاثة أيام، من أجل أن يبتعد عن الدنيا
ولذاتها، ونريد أن نركز
على أن نشغل وقته بالذكر والتسبيح وقراءة
القرآن وما أشبه ذلك.
وأما
ترتيب اتجاههم كل يذهب إلى جهة فهذا أيضاً
لا بأس به؛ لأن كونهم يجتمعون كلهم في جهة
واحدة أو كونهم يتفرقون، أيهما أولى؟
أجيبوا
يا جماعة
الحضور:
يتفرقون
الشيخ:
كونهم
يتفرقون أولى، لأنه أوسع انتشاراً؛ ولأنهم
إذا اجتمعوا جميعاً وهم مثلاً أربعون
رجلاً أو خمسون رجلاً لم يتكلم إلا واحد
أو اثنان أو خمسة، فتوزيعهم
على الجهات ليس فيه بأس، وهاهو
النبي صلى الله عليه وسلم يرسل واحداً
إلى اليمن وواحداً إلى جهات أخرى لدعوة
الناس، إذاً:
ما
فيها بأس.إذا
رجعنا إلى التأثير:
فاعتقادي
أنه لم يؤثر أحد من أي جهة أو من أي حزب أو
من أي طائفة مثل تأثيرهم، لهم تأثير عجيب،
كم من ضال اهتدى
على أيديهم وكم من فاسق
اعتدل، بل وكم من كافر
أسلم، إنه يقال:
إنهم
تهبط الطائرة في مطار موسكو بلد الإلحاد
ثم يؤذن المؤذن ويقيمون الصلاة جماعة
أمام الناس، من يقدر على هذا؟ ويحجب الله
عنهم السوء، فهم لهم تأثير ولا شك في
تأثيرهم، وهناك قصص عجيبة
أخبرنا عنها.
حدثني
من أثق به وتوثيق الثقة
مقبول عند علماء الحديث يقول:
إن
رجلاً كان له ابن أخت من أفسق عباد الله
وأقبحهم منظراً ..
سكر
وبلا وعدم
صلاة، وإذا رأيت وجهه كرهته، فغاب
يوماً من الأيام لمدة نصف شهر أو أقل أو
أكثر المهم مدة، يقول:
فقلنا
فيما بيننا:
لعل
الله سلَّط عليه أحداً من هؤلاء الطائشين
دهسه وتركه،انظر إلى هذا
الحد، يقول:
فبينما
نحن كذلك إذا بالرجل يقرع الباب بعد الظهر،
يقول خاله:
وكنت
في مكتبتي فقلت في نفسي:
من
هذا الغشيم الذي يأتي بعد الظهر الناس
ما بين قائل ومتردٍ وما هذا؟ فقلت له:
ادخل،
وإذا الباب مغلق فلم يستطع أن يدخل، فجعل
يقرع الباب وأقول:
ادخل،
فيقول:
الباب
مغلق، يقول:
فقمت
ففتحت الباب وإذا هذا الرجل
النير الوجه الملتحي الذي أحببته قلت:
وماذا
عندك ولماذا تجيء -يا
أخي-
في
هذا الوقت؟!
لو
جئت بوقت مناسب نجلس معك!
قال:
أنا
ابن أختك فلان بن فلان، فقلت
له:
كذبت،
ابن أختي حليق، وجهه مكفهر،لا تحب العين
أن تراه، لست هو فأنكرته!
فقال
لي:
بل
أنا ابن أختك، وإذا شئت أن أعد عليك بيتك
الآن حجرة حجرة عددتها لك، إذا دخلت رحت
من اليمين إلى الحجرة الفلانية، ومن
اليسار الحجرة الفلانية، ومن
الأمام المكان الفلاني!!
فقلت:
أنت
هو؟ قال:
أنا
هو.
قلت:
ادخل،
وما الذي قلبك من تلك الحال إلى هذه الحال؟
والرجل -هذا
الخال-
فيه
شيء من العنف.
ما
الذي قلبك من تلك الحال إلى هذه الحال؟
فقال:
إنه
أتاني الإخوان وأمسكوني برفق وقالوا:
إلى
المسجد.
فقلت:
مالي
وللمسجد!
ما
دخلته قط!
قالوا:
وإن
لم تدخله في حياتك فإن الله غفور رحيم،
امش معنا!
يقول:
فلما
دنونا من المسجد قالوا لي:
ادخل
الحمام واغتسل ما دمت على حالك الأولى
أنت كافر، والكافر إذا أسلم لابد يغتسل،
يطهر ظاهره وباطنه، يقول:
فاغتسلت،
يقول:
ألان
الله قلبي لهم فاستجبت، يقول:
دخلت
المسجد وصليت وهم جعلوا يدعون لي بالثبات
رافعي أيديهم يبتهلون إلى الله وقالوا:
اخرج
معنا، فوالله!
يا
خالي!
ما
ذقت لذة الدنيا إلا بهذا، وكأني بعثت
الآن، والحمد لله الذي هدانا لهذا.
لكن
لأجل أن نقول الحق الذي بيننا وبين الله:
القوم
عندهم جهل عظيم أكثرهم جاهل جداً، ولذلك
لا يحبون النقاش في العلم ولا الكلام فيه،
عندهم هذا المسلك نمشي عليه:
تسبيح
وتكبير وتهليل وقرآن وصلاة ودعوة للخير،
لكن نقاش أو خلاف فقهي بل وعقدي أيضاً لا
يتكلمون فيه، هذا وجه النقص فيهم.
لو
أن طلبة العلم الذين يشار إليهم صحبوهم
ودرسوهم وعلموهم ما يجب في العقائد لكان
فيهم خير كثير، لكن هم من هذا الباب
صار فيهم نقص
وصار بعض
المشايخ ينتقدهم من هذا الباب انتقاداً
مطلقاً بدون أن ينظر إلى محاسنهم،
وقد قال الله تعالى:
يَا
أَيُّهَا لَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا
قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ
وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ
عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ
أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [المائدة:8]
ولو
أننا عاملنا هؤلاء بالعدل وقلنا:
أنتم
-جزاكم
الله خيراً-
نيتكم
طيبة وقلوبكم طيبة ..
أخلاق
..
إيثار،
إلى غير ذلك من المحاسن، ونشكركم على
هذا، لكن نريد أن نتكلم معكم
في العقيدة وفي الأقوال الراجحة من أقوال
الفقهاء في المسائل العملية، فانتدبوا
لنا الكبار منكم حتى نعلمهم،
لو حصل هذا لحصل خير كثير،
لكن مع الأسف أن بعض الناس
ينفر منهم تنفيراً بالغاً
فنسأل
الله أن يجمع كلمة الجميع على الحق
المصدر: سلسلة لقاءات الباب المفتوح > لقاء الباب المفتوح
(226/15)
* * ** * ** * ** * *
الرأي
في جماعة التبليغ وحكم الخروج معهم
رابط
المقطع
الصوتي
السؤال:
ما
قول فضيلتكم في جماعة التبليغ والخروج
معهم؟
الجواب:
من
هم جماعة التبليغ ؟
السائل:هم
أهل الدعوة
الجواب:
أنا
إن شاء الله صاحب دعوة,
مسلمون
أم غير مسلمين؟
السائل:
مسلمون
الجواب:
يصلون
أم لا يصلون ؟
السائل:
يصلون
الجواب:
يسبحون
أم لا يسبحون ؟
السائل:
لا
أدري
الجواب:
لا،
يسبحون وأكثر من غيرهم,
هل
يزكون؟ هل يحجون؟
السائل:
نعم
الجواب:
هؤلاء
في الواقع الذي أعطاه الله تعالى رغبة في
العلم وتحصيلاً في العلم الأفضل ألا يخرج
معهم,
لأنه
يضيع أوقاتاً كثيرة ليس فيها طلب علم,
والقوم
يكثر عندهم الجهل,
والإنسان
الذي ليس عنده شغل ويخشى أنه إن بقي في
البلد ساح وضاع مع الضائعين فليخرج معهم,
لا
سيما الذين في بلادنا السعودية ،
وكم من إنسان فاسق خرج
معهم فصار من المستقيمين,
بل
إن الله هدى على أيديهم أناساً كفرة,
فالتشنيع
عليهم غلط,
والحث
على مصاحبتهم غلط,
بل
يقال:
إن
شأنهم من الأمور المباحة التي إن اشتغل
الإنسان بالعلم فهو أفضل,
وإن
كان إذا بقي ضاع وقته عليه فلا بأس أن
يصحبهم,
لأننا
لا نعلم عنهم إلا خيراً
بقي
أن يقال:
إنهم
يقننون الخروج ثلاثة أيام,
وأربعين
يوماً,
وأربعة
أشهر,
وقد
سألناهم عن هذا:
لماذا؟
قالوا:
إن
المقصود بهذا هو تمرين الإنسان في هذه
المدة على العبادة,
فأنت
إن كان عندك رغبة في العلم وتحصيل العلم
فاجلس واطلب العلم أفضل
السائل:
الذي
خرج معهم قد تنطلي عليه بعض البدع ؟
الجواب:
أشكل
ما عندهم هو هذا,
الذين
عندنا في السعودية أما الباقون لا أدري
عنهم
السائل:
والخروج
معهم إلى باكستان ؟
الجواب:أبداً.
أنا
أرى الذين عندنا لا
يخرجون إلى باكستان ولا إلى غيرها
للاجتماعات
السائل:أو
قطر ؟
الجواب:
قطر
أو غيرها,
يبقون
في بلادهم يأتون القرى ويدعونهم للخير,
ويحثونهم
عليه
السائل:
يدعون
أنهم مرتبطين فيمن هناك في باكستان ؟
الجواب:
أنا
لا أرى ارتباطاً,
ذهب
أناس من الجماعة من القصيم وحضروا جلساتهم
وأثنوا عليهم,
لكن
تعرف الناس في كثير من الأمور بين قادح
ومادح
المصدر:
سلسلة
لقاءات الباب المفتوح >
لقاء
الباب المفتوح
[208]
* * ** * ** * ** * *
حكم
الخروج مع جماعة التبليغ
رابط
المقطع
الصوتي
:السؤال
فضيلة
الشيخ,قبل
سنوات قريبة كان هناك كثير من الإخوان
يأتي ويتساءل عن الخروج مع جماعة التبليغ
، فأكثر ما نسمع من طلبة العلم أنهم
يحضونه على العلم، وعلى الاتجاه إلى حلقات
الذكر، وحلقات العلم الموجودة في المدن،
وأيضاً إلى التعاون مع هيئة الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر ,
إلخ
ولكن
من سنتين تقريباً حصل هبوط وتلاشي بحلقات
العلم في كثير من المدن، بل تكاد تكون
معدومة في بعض المدن، فالإخوان في جماعة
التبليغ يتساءلون يقولون:
نحن
الآن أين نذهب إذا ما كان هناك طالب علم
نجتمع إليه، أو نتعلم منه فأين نذهب؟
علماً بأن الإخوان في جماعة
التبليغ هم الوحيدون فقط الذين يستمرون
على نشاطهم، وعلى اجتماعاتهم، وعلى جهدهم
المقل أو المكثر
فنريد
يا فضيلة الشيخ,
حقيقة
ولو أنه طال الكلام عن هذا الأمر ونحن
حقيقة معنا مجموعة من الشباب يأتون من
مدن تبعد خمسمائة أو ستمائة
كيلو ليحضروا هذا اللقاء؛ لأنه في المدن
التي نعيش فيها ليس هناك حقيقة,
تعرف
يعني ما الذي حصل لأكثر طلبة العلم ابتعدوا
عن الحلقات، فالحقيقة يا شيخ,
نحن
لا ندري نخليهم يواصلون مع جماعة التبليغ،
أو نبقى على موقفنا الأول ونقول:
اتجهوا
إلى العلم، وإذا قلنا لهم:
اتجهوا
إلى العلم يقولون:
لا
نجد من يعلمنا، أو إذا جلسنا عند بعض طلبة
العلم بدأ يبدع ويفسق،
فيقولون:
ما
نجد حقيقة الذي يعيننا على أنفسنا، أو
على استمرار النشاط إلا هؤلاء الإخوة.
فما
رأي فضيلتكم خاصة في هذه الأيام التي بدأ
فيها الضعف الحقيقي في أكثر المناطق؟
:الجواب
أقول:
نسأل
الله العافية، ونسأل الله أن يعيد نشاط
الشباب فيما فيه الخير لهم وللبلاد.
جماعة
التبليغ جماعة نشطة، وجماعة فيها
خير، وجماعة لها تأثير لا
يوجد لأي جماعة أخرى، وجماعة تكف شرها
عن الناس لا تتكلم في الناس,؛
لا في الحكام، ولا في العلماء، ولا في
الأمراء، وهذا شيء مشهور.
بل
إنهم يحاولون ترك الجدال عندهم حتى في
مسائل العلم، كل هذا للابتعاد عن
التنافر، وتأثيريهم واضح،
كم من إنسان فاسق صار بواسطتهم
عدلاً مستقيماً، وكم من
إنسان كافر دخل في الإسلام من أجلهم،
وحسن أخلاقهم، لكن ينقصهم
العلم، يحتاجون إلى طلبة علم يكونون معهم
ويبينون لهم الحق؛ حتى يكونوا على
بصيرة من الأمر، ويخشى من السفر إلى الخارج
إلى باكستان أو بنجلادش أو غيرها مما يخاف
عليهم من البدع هناك، على أن بعض الإخوة
من أهل القصيم ذهبوا في هذه السنة لاجتماع
كان في باكستان أو بنجلادش -لا
أدري-
لكنهم
ذكروا أن كبيرهم الذي ألقى الخطبة في هذا
الجمع الغفير كان من أول ما
بدأ من صلاة المغرب إلى أربع ساعات بعد
الغروب وهو يقرر التوحيد، يقولون:
ولم
نسمع عنه ما يدل على مخالفة التوحيد أبداً،
ومع ذلك لما حصل بيننا وبينهم لقاء أثنى
على أهل العلم في هذه البلاد وقال:
نحن
نتمنى أن يأتينا أحدٌ منكم يبين لنا الخطأ
حتى نرجع عنه.
فعلى
كل حال:
يحتاجون
إلى طلبة علم يكونون معهم.
فطالب
العلم إذا كان معهم سيستفيد من جهتين
الجهة
الأولى:
أنه
يعلمهم ويرشدهم ويوجه هذه الفئة التي
تدعوا الناس بأخلاقها، وآدابها،
وإيثارها، يعلمهم ما يجب عليهم من أمور
الشرع
والجهة
الثاني:
أنه
هو بنفسه إذا كان شامخ الرأس لكونه طالب
علم؛ فإنه يلين ويعرف التواضع، والقيام
بالإيثار، فذمهم مطلقاً غلط، ومدحهم
مطلقاً غلط.
لكن
فيما أعلم حسناتهم أكثر من سيئاتهم،
والنقص الذي عندهم هو مسألة العلم، عندهم
جهل.
نسأل
تعالى أن يجمعنا جميعاً على العلم النافع
والعمل الصالح إنه على كل شيء قدير
المصدر:
سلسلة
لقاءات الباب المفتوح >
لقاء
الباب المفتوح [97]
* * ** * ** * ** * *
حث
طلاب العلم على نصح جماعة التبليغ
رابط
المقطع
الصوتي
:السؤال
عندما
تكلمتم في الدرس الماضي عن جماعة التبليغ
سمع أحد الإخوان هذا الكلام، فقال:
لو
خرج الشيخ لكان له رأي آخر,
فما
رأيكم في هذا الكلام؟
:الجواب
ما
هو الرأي الآخر؟ يقول:
الشيخ
ما قد خرج قبل هذه المرة.
لكن
ما هو الرأي الآخر الذي
يظن أن أقوله؟ لا نعلم ما رأيك.
على
كل حال ليس لنا إلا ما يظهر لنا;
لقول
النبي صلى الله عليه وسلم:«إنما
أقضي بنحو ما أسمع».
لكن
قد خرج طلبة العلم معهم؟ خرج معهم طلبة
العلم,
ليت
الطلبة يخرجون معهم حتى إذا رأوا ما يخالف
الشرع دلوهم على الحق
المصدر:
سلسلة
لقاءات الباب المفتوح >
لقاء
الباب المفتوح [209]
* * ** * ** * ** * *
منهج
جماعة التبليغ
رابط
المقطع
الصوتي
:السؤال
كثير
من الناس يكون مع جماعة الدعوة والتبليغ
,
هل
تنصح عامة الناس أن يذهبوا معهم?
وإذا
كان هناك خطأ نرجو توضيحه للناس
:الجواب
جماعة
الدعوة والتبليغ لا شك أن الناس اختلفوا
فيهم,
وكثر
الكلام فيهم.
وأنا
ما رأيت من أحدهم شيئاً أستطيع أن أحذر
منهم,
ولكن
من قدر على أن يبقى في بلده لطلب العلم
فهو لا شك أفضل من الذهاب معهم؛ لأن
طلب العلم أفضل من العبادات
والذي
أنتقد عليهم فيه هو أنهم قليلو العلم;
بمعنى:
أنهم
لا يحرصون كثيراً على طلب العلم,
ولكنهم
عندهم عاطفة دينية جياشة، وعندهم
محبة للخير والإيثار وغير ذلك.
وكم
من أناس اهتدوا على أيديهم,
ففي
سعيهم بركة,
ولكن
الإنسان المؤمن إذا رأى منهم شيئاً محذوراً
نصحهم فإن امتثلوا فهذا
المطلوب,
وإن
لم يمتثلوا تركهم
المصدر:
سلسلة
لقاءات الباب المفتوح >
لقاء
الباب المفتوح [114]
* * ** * ** * ** * *
:المراجع
سلسلة
لقاءات الباب المفتوح
___________________________________
جميع
الحقوق محفوظة
14/2/2008-2015
أي
شئ منشور في المواقع الأخرى وغير منشور
في الموقع الرسمي للشيخ لايعتمد عليه
ولاتصح نسبته للشيخ مالم يتم الإشارة
إلى
مصدره في الموقع الرسمي
https://binothaimeen.net/content/Menu/ftawa?tid=90
____________________________________
No comments:
Post a Comment