My Blog List

Sunday, February 25, 2024

QASEEDA LAISA AL GAREEB, ليسَ الغَريبُ

 

wp-1472247831638.gif

 


القصيدة تحكي مصير كل إنسان عند موته ودفنه حشره ووقوفه بين يد الله

 

ومحاسبته ومآله.. إلى الجنة ..أم إلى النار

 

 

WWW.AHMADTRINI.BLOGSPOT.COM

 

 

ليسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ  ***  إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ

 

إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقُّ لِغُربَتـِهِ  ***  على المُقيمينَ في الأَوطــانِ والسَّكَنِ

 

سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَن يُبَلِّغَنـي  ***  وَقُوَّتي ضَعُفَت والمـوتُ يَطلُبُنـي

 

وَلي بَقايــا ذُنوبٍ, لَستُ أَعلَمُها  ***  الله يَعلَمُهــا في السِّرِ والعَلَنِ

 

مـَا أَحلَمَ اللهَ عَني حَيثُ أَمهَلَني  ***  وقَد تَمـادَيتُ في ذَنبي ويَستُرُنِي

 

تَمُرٌّ سـاعـاتُ أَيّـَامي بِلا نَدَمٍ,  ***  ولا بُكاءٍ,  وَلا خَـوفٍ,  ولا حـَزَنِ

 

أَنَـا الَّذِي أُغلِقُ الأَبوابَ مُجتَهِداً  ***  عَلى المعاصِي وَعَينُ اللهِ تَنظُرُنـي

 

يَـا زَلَّةً كُتِبَت في غَفلَةٍ, ذَهَبَت   ***   يَـا حَسرَةً بَقِيَت في القَلبِ تُحرِقُني

 

دَعني أَنُوحُ عَلى نَفسي وَأَندِبُـهـا  ***  وَأَقطَعُ الدَّهرَ بِالتَّذكِيـرِ وَالحَزَنِ

 

كَأَنَّني بَينَ تلك الأَهلِ مُنطَرِحــَاً  ***  عَلى الفِراشِ وَأَيديهِم تُقَلِّبُنــي

 

وَقد أَتَوا بِطَبيبٍ, كَـي يُعالِجَنـي  ***  وَلَم أَرَ الطِّبَّ هـذا اليـومَ يَنفَعُني

 

واشَتد نَزعِي وَصَار المَوتُ يَجذِبُـها  ***  مِن كُلِّ عِرقٍ, بِلا رِفقٍ, ولا هَوَنِ

 

واستَخرَجَ الرٌّوحَ مِني في تَغَرغُرِها  ***  وصـَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرغَرَني

 

وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلٌّ وانصَرَفوا  ***  بَعدَ الإِياسِ وَجَدٌّوا في شِرَا الكَفَنِ

 

وَقـامَ مَن كانَ حِبَّ النّاسِ في عَجَلٍ ,  ** *  نَحوَ المُغَسِّلِ يَأتينـي يُغَسِّلُنــي

 

وَقــالَ يـا قَومِ نَبغِي غاسِلاً حَذِقاً  ***  حُراً أَرِيباً لَبِيبـاً عَارِفـاً فَطِنِ

 

فَجــاءَني رَجُلٌ مِنهُم فَجَرَّدَني  ***  مِنَ الثِّيــابِ وَأَعرَاني وأَفرَدَني

 

وَأَودَعوني عَلى الأَلواحِ مُنطَرِحـاً  ***  وَصـَارَ فَوقي خَرِيرُ الماءِ يَنظِفُني

 

وَأَسكَبَ الماءَ مِن فَوقي وَغَسَّلَني  ***  غُسلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَومَ بِالكَفَنِ

 

وَأَلبَسُوني ثِيابـاً لا كِمامَ لهـا  ***  وَصارَ زَادي حَنُوطِي حيـنَ حَنَّطَني

 

وأَخرَجوني مِنَ الدٌّنيـا فَوا أَسَفاً *** عَلى رَحِيـلٍ, بِلا زادٍ, يُبَلِّغُنـي

 

وَحَمَّلوني على الأكتـافِ أَربَعَةٌ *** مِنَ الرِّجـالِ وَخَلفِي مَن يُشَيِّعُني

 

وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفوا  ***  خَلفَ الإِمـَامِ فَصَلَّى ثـمّ وَدَّعَني

 

صَلَّوا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكوعَ لهـا  ***  ولا سُجـودَ لَعَلَّ اللـهَ يَرحَمُني

 

وَأَنزَلوني إلـى قَبري على مَهَلٍ ,  ***  وَقَدَّمُوا واحِداً مِنهـم يُلَحِّدُنـي

 

وَكَشَّفَ الثّوبَ عَن وَجهي لِيَنظُرَني  ***  وَأَسكَبَ الدَّمعَ مِن عَينيهِ أَغرَقَني

 

فَقامَ مُحتَرِمــاً بِالعَزمِ مُشتَمِلاً  ***  وَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِن فَوقِي وفـارَقَني

 

وقَالَ هُلٌّوا عليه التٌّربَ واغتَنِموا *** حُسنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ

 

في ظُلمَةِ القبرِ لا أُمُّ هنــاك ولا  ***  أَبٌ شَفـيقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُنــي

 

فَرِيدٌ وَحِيدُ القبرِ، يــا أَسَفـاً  ***  عَلى الفِراقِ بِلا عَمَلٍ, يُزَوِّدُنـي

 

وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذ نَظَرَت *** مِن هَولِ مَطلَعِ ما قَد كان أَدهَشَني

 

مِن مُنكَرٍ, ونكيرٍ, مـا أَقولُ لهم  ***  قَد هــَالَني أَمرُهُم جِداً فَأَفزَعَني

 

وَأَقعَدوني وَجَدٌّوا في سُؤالِهـِمُ  ***  مَـالِي سِوَاكَ إِلهـي مَن يُخَلِّصُنِي

 

فَامنُن عَلَيَّ بِعَفوٍ, مِنك يــا أَمَلي *** فَإِنَّني مُوثَقٌ بِالذَّنبِ مُرتَهــَنِ

 

تَقاسمَ الأهلُ مالي بعدما انصَرَفُوا  ***  وَصَارَ وِزرِي عَلى ظَهرِي فَأَثقَلَني

 

واستَبدَلَت زَوجَتي بَعلاً لهـا بَدَلي  ***  وَحَكَّمَتهُ فِي الأَموَالِ والسَّكَـنِ

 

وَصَيَّرَت وَلَدي عَبداً لِيَخدُمَهــا  ***  وَصَارَ مَـالي لهم حـِلاً بِلا ثَمَنِ

 

فَلا تَغُرَّنَّكَ الدٌّنيــا وَزِينَتُها  ***  وانظُر إلى فِعلِهــا في الأَهلِ والوَطَنِ

 

وانظُر إِلى مَن حَوَى الدٌّنيا بِأَجمَعِها  ***   هَل رَاحَ مِنها بِغَيرِ الحَنطِ والكَفَنِ

 

خُذِ القَنـَاعَةَ مِن دُنيَاك وارضَ بِها  ***  لَو لم يَكُن لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ

 

يَـا زَارِعَ الخَيرِ تحصُد بَعدَهُ ثَمَراً  ***  يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ

 

يـَا نَفسُ كُفِّي عَنِ العِصيانِ واكتَسِبِي  ***  فِعلاً جميلاً لَعَلَّ اللهَ يَرحَمُني

 

يَا نَفسُ وَيحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً  ***  عَسى تُجازَينَ بَعدَ الموتِ بِالحَسَنِ

 

ثمَّ الصلاةُ على المُختـارِ سَيِّدِنـا  ***  مَا وَصَّـا البَرقَ في شَّامٍ, وفي يَمَنِ

 

والحمدُ لله مُمسِينَـا وَمُصبِحِنَا  ***  بِالخَيرِ والعَفو والإِحســانِ وَالمِنَنِ

 

 وصلى الله على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين 


 

WWW.AHMADTRINI.WORDPRESS.COM

 

 

No comments:

Post a Comment