My Blog List

Monday, April 13, 2015

فتاوى الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين (رحمه الله ) في جماعة التبليغ والدعوة




إقتباسات من الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين




فتاوى الشيخ

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين 
 
(رحمه الله )
 


في


جماعة التبليغ والدعوة






موضوع الفتوى: راي الشيخ في جماعة التبليغ


(رقم الفتوى:(11482


السؤال: ما رأيكم في جماعة التبليغ عمومًا حيث أثير بعض الشبهات ضد هذه الجماعة؟


:الاجابـــة


هؤلاء الجماعة من الدعاة إلى الله، وكان أول خروجهم و وقد كتبت عنهم عدة رسائل ما بين مادح وقادح، والحق أنهم جماعة يقومون بالدعوة إلى الله تعالى بأساليب رأوها مؤثرة مفيدة، فلا جرم حصل بواسطة دعوتهم خير كثير وانتفع بهم من أراد الله به خيرًا، واهتدى بدعوتهم كثير من الضلال، وتاب بسببهم كثير من العصاة، وقد رأوا أن الدعوة بالفعل والنظر أقوى وأجود من الدعوة بالقول، وقد عيب عليهم عدم التعرض للمعاصي بأعيانها فلا ينكرون على من يدخن أو يشرب المسكر أو يتعاطى شيئًا من المعاصي بحجة أن هذا …تنفير، ولهم اجتهادهم. والله أعلم


عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين






موضوع الفتوى: سؤال الشيخ ان كان الشيخ بن باز يؤيد جماعة التبليغ


(رقم الفتوى:(5023


السؤال : أنا ممن يخرجون مع جماعة التبليغ في وقد وفقني الله لطلب العلم قبل ذلك، فدرست العقيدة الطحاوية والفقه ومصطلح الحديث وأصول الفقه، ثم بعد ذلك بدأت أتفرغ لجهد الدعوة إلى الله، وجدت من إخواني بعض الجفاء في سوء اللقاء، وعندما راجعتهم في ذلك أخبروني بأن هذا العمل من البدع المنكرة، وقد أكرمني الله بلقاء الشيخ في أثناء تفقده لبعض الأمور حين كان مكلفا من فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم التويجري – رحمة الله عليه- بزيارة مركز رايوند وسمعنا منه رأي الشيخ ابن باز – رحمة الله عليه-، وهناك بعض الأسئلة لو تكرمتم علينا بالإجابة عليها
هل سمعتم الشيخ ابن باز – رحمة الله عليه- يذكرهم بخير ويوصي بالخروج معهم؟ وكذلك الشيخ ابن عثيمين – رحمة الله عليه-؟
وما رأيكم في ذلك؟ وبماذا تنصحوننا ؟


عندنا في بعض طلبة العلم يؤذوننا وهم يعلمون أننا بالإضافة إلى جهد الدعوة نعلم بعض من يخرجون معنا بعض الأمور في العقيدة والفقه والمصطلح، ونشهد الله على ذلك، فكيف نتعامل مع هؤلاء؟ وجزاكم الله عنا كل خير


:الاجابـــة


كان الشيخ ابن باز – رحمه الله- يزكي أهل الدعوة المعروفين بجماعة التبليغ، وله فيهم عدة كتابات ورسائل قد تزيد على عشرين رسالة وقد نقل تزكيتهم عن شيخه واعتمد على ما لهم من الآثار الحسنة في هداية الكثير من المنحرفين، وإنما كان ينكر على المتصوفة الذين يغلون في الأولياء ويعبدون الأموات ويفعلون الكثير من البدع، وهكذا أيضًا يرى الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله-، وهذا أيضًا ما نراه،وقد كتبنا فيه عدة رسائل، وعليكم إقناع إخوانكم الذين تلقون منهم بعض الجفاء، ومناقشتهم فيما يدعون من البدع، وأما الطلبة عندكم الذين يؤذونكم، فعليكم مناقشتهم وبيان الحق لهم وحسن الملاطفة والمجادلة بالتي هي أحسن لعلهم يهتدون
والله أعلم


عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين






موضوع الفتوى: جماعة التبليغ ومنهجهم في الدعوة ومدى مشروعيته


(رقم الفتوى: (823


السؤال: وبعد هذه المصافحة يا فضيلة الشيخ، يذهبون إلى القرية، وقبل الدخول يدعو أحد أفراد هذه الجماعة، والآخرون يُأَمِّنون، وهذا الدعاء هو دعاء دخول القرية ، بالإضافة إلى هداية الناس، ثم يدخلون القرية، ويجتمعون عند، المسجد ويجددون النية وما قصدوه من دخول المسجد، ويدخلون المسجد، ويقومون بزيارات، وعند الذهاب إلى ذلك الشخص يجتمع اثنان أو أكثر- الذين سوف يزورونه- ويدعون له عند باب المسجد الخارجي، وكذلك عند خروج الجولة، وهي تتكون من ثلاثة إلى تسعة أشخاص، يفعلون ذلك الدعاء، ويجعلون واحدًا في المسجد في الذكر يدعو لهم، ويذكر الله، ويقولون: نحن نقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم في الدعاء، وبعد إلقاء البيان يجلس ذلك المبين ويدعو ويأمنون خلفه. فهل هذه الأقوال والأفعال وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والسلف الصالح؟ وما رأيكم؟


:الاجابـــة


هذا الفعل مما يدخله الاجتهاد، فذهابهم إلى القرية يرجون أن يهتدي من يدعونه من أهلها حيث يذهبون إلى بعض العلماء، وبعض القادة، وبعض الأثرياء والمشاهير، ويقصدون بزيارتهم النصح والتوجيه، وإبداء ما لديهم من العلوم والأخبار والنصائح، يرجون أن يتأثر إذا رأى ما هم عليه من التقشف والتقلل من متاع الدنيا والزهد، وفي زينة هذه الحياة الدنيا، فلا بأس بالدعاء عند دخول القرية، وإذا لم يكونوا يحسنون الدعاء، دعا أحدهم والبقية يُأَمِّنون، فيدعون بدعاء :دخول القرية نحو


اللهم إنا نسألك خيرها وخير أهلها.. إلى آخره.وهكذا يدعون بهداية الناس كقولهم: “اللهم وفقنا لقبول أقوالنا، ونجاح دعوتنا، وتأثيرنا فيمن ندعوه”. ولا بأس بدخولهم في المسجد، فإن المساجد منازل الغرباء، ولا بأس أن يختاروا عددًا معينًا، ‘ يزورون فلانًا وفلانًا، ولا بأس أن يدعوا عند بابه، أو عند باب المسجد، أو عند خروجهم لجولة. ولا بأس أيضًا أن يدعو لهم إخوتهم الباقون أن يكلل الله جهودهم، وأن ينجح مساعيهم، وأن يوفقهم لقبول دعوتهم، وأن يهدي على أيديهم من أراد به خيرًا، وذلك لعموم الأحاديث التي في فضل الدعاء، وكذا الحث على الدعاء في الكتاب والسنة، ولا بأس بالتأمين على الدعاء، فإن الْمُأَمِّن له أجر الداعي، فإذا قال: .آمين، فإنه يعني: اللهم استجب
ولكن.. ينبغي أن يغيروا من هذه العادة أحيانًا، وألا تتخذ كسنة متبعة،بل يسلكون في بعض الأحيان طرقًا مشابهة لها، وإن لم تكن نفس هذه الطريقة؛ وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوصي من يرسلهم للدعوة إلى الله بالأعمال :الصالحة، وكقوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ
والله أعلم


عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين




موضوع الفتوى: جماعة التبليغ وطلب العلم


(رقم الفتوى: (820


السؤال: لدى هذه الجماعة إعراض عن طلب العلم، وإذا حَثَّهم أحد على ذلك يغضبون، ولا يتقبلون منه، فما رأيكم في ذلك؟


:الاجابـــة


هذا الوصف قد ينطبق على بعض الباكستانيين أو الهنود، فيرون أن طلب العلم يريدون به أن نوافل العلوم تشغلهم عن الدعوة، وأما من على هذه الطريقة من أهل هذه البلاد فنرى أنهم ليس معهم جهلٌ بأحكام الشريعة، فلو سألتهم عن المحرمات كحكم الربا والزنا والقتل والخمر لأجابوا بأنها حرام، وأوردوا الأدلة، فإن كثيرا منهم يحفظون القرآن أو أكثره، وقد قرءوا تفسيره مرة أو مرارًا
وكذلك أيضًا قرءوا في السنة حيث جلسوا عند المشايخ أعوامًا عديدة، وقد درسوا في المعاهد، أو المدارس العلمية، ونهلوا من العلم ما فيه فائدة، وما يحتاجون إليه، فهم يقولون: إننا قد عرفنا كيف نعبد ربنا، وكيف نتخلص من الحرام، فعرفنا الشرك ووسائله، واسمه، وعقوبة من عمله، وعرفنا البدع والمعاصي، ولا حاجة بنا إلى العلوم الزائدة أو الخلافيات ونحو ذلك. وحيث إنهم عندهم مبادئ العلوم، وكذلك عندهم الكتب التي ألفها أئمة السنة، وعلماء الأمة. فنقول لا نقص عليهم، فلم نشاهد أنهم في الصلاة يتركون ركنًا ولا واجبًا ولا يفعلون مُبْطِلًا، وكذلك في الطهارة، وهكذا في أحكام ……. الجنائز والزكاة والصوم والحج، وهكذا في المعاملات


ما عُثِرَ على أحد منهم تعامل بالربا أو بالْغِشِّ أو بالْغَرَرِ، أو تَعَدَّى على مسلم بغصب أو نهب، ولا عُرِفُوا أيضًا بعبادة القبور، ولا بفعل الفواحش، ولا بتعاطي المسكرات أو المخدرات، أو شرب الدخان، أو الإصرار على المعاصي كحلق اللحى، وإطالة اللباس، وقزع الرؤوس ، والتشبه بالكفار وما أشبه ذلك


فعلى هذا هم يرون أن هناك من يتفرغ لِتَعَلُّم فروع المسائل والراجح من الخلافيات، وأنهم منشغلون في الدعوة عن الجلوس للتزود من نوافع العلوم ؛ حيث قد حصلوا على أصولها التي لا يسع أحدًا من العامة أو الخاصة الجهل بها، ثم إن طريقتهم في الدعوة الاقتصار على الأمر بالعبادات -فروضها ونوافلها- سواءً بالقول أو بالفعل، وعلى النهي عن المحرمات الْمُكَفِّرة والْمُبَدِّعة والْمُفَسِّقة، وينهون عنها بطريقة العمل الذي فيه إقناع لمن عرفه، فلا يعابون بترك تعلم نوافع العلوم، وغرائب المسائل التي هي
نادرة الوقوع. والله أعلم


عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين




موضوع الفتوى: خروج الطالب مع جماعة التبليغ


(رقم الفتوى: (11488


السؤال: أنا طالب في كلية الشريعة وكنت أخرج مع جماعة التبليغ، وقد وجدت أثرا في نفسي وفي من حولي بسبب الحركة والدعوة إلى الله معهم، ولكنني في الآونة الأخيرة انشغلت، فهل ترون الاستمرار معهم والسير على ترتيبهم؟


:الاجابـــة
ننصحك بمواصلة الطلب والدراسة في كلية الشريعة، ولا بأس أن تخرج معهم في الإجازات الصيفية أو إجازات الأسبوع ونحو ذلك في البلاد القريبة لتشارك في الدعوة وتبصر من حولك وتبين لأصحابك ما أنت عليه وتعلم مما علمك الله، وهكذا يحصل لك من التأثر بصحبة أهل الخير من رقة في القلب ورغبة في العمل الصالح ومحبة لنوافل العبادة وحرصًا على هداية الأمة، وفي ذلك خير كثير مع ما تقوم به من الدراسة والاستفادة. والله أعلم


عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين




موضوع الفتوى: حقيقة ما تقوم به جماعة التبليغ


(رقم الفتوى: (11481


السؤال: لقد ورد إليكم سؤال من أهل قرية في بتاريخ
\ 6\ 6/1415/هـ


يسألون عن جماعة التبليغ التي تخرج الناس من ديارهم باسم الدعوة، وأفتيتم على ضوء ما آتاكم في هذا السؤال
فضيلة الشيخ: نخبركم أنهم يقصدون بمجموعة الشباب الذين يحذرون من جماعة التبليغ وهم من طلابكم الذين يحضرون عندكم ويأتون كل أسبوع من لتلقي العلم على أيديكم، وعلى سماحة مفتي الديار، ويدرسون عند الشيخ عبد الله بن غديان و الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ولهم عـدة سنين والحمد لله، فهؤلاء الشباب أقاموا الدروس بإذن من مكتب الدعوة في المنطقة، فأقاموا دروسًا في كثير من القرى، بل وفي “البر”، في كتاب التوحيد للإمام ودروسا في الفقه، ونظموا محاضرات علمية لعدد من طلبة العلم بإذن من مكتب الدعوة، فنفع الله بهم واستفاد الكثير، وأقاموا دروسًا .للنساء ولهذا الدرس خمس سنوات والحمد لله
ولكن الذين سألوكم لا يحضرون دروس التوحيد المقامة في المنطقة بل يحذرون من معهم منها، ويريدون أخذ العامة معهم وإشغالهم عن أهليهم وتربية أبنائهم وبناتهم حتى وصل بهم الأمر أن أخذوا أحد كبار السن وليس في البيت إلا هو وزوجته وبناته، فترك أهله وبناته وخرج معهم، والناس عندما أتاهم العلم في ديارهم وأقيمت الدروس والمحاضرات استفادوا واستراحوا من هذه الأعمال التي يقومون بها على غير دليل من الخروج وغيره بل وصل بهم الأمر أنهم يخرجون النساء في بعض المناطق ويجتمعون في حلقات وليس عندهم من يعلمهم التوحيد والفقه، بل يأتي أحدهم فيحدث قليلًا وهو على غير علم ثم يحاول تخريجهم إلى ” ” وغيرها، ويقولون: إنه لا يأتي الإيمان إلا بالخروج معنا، بل سألنا كبيرًا لهم في مجتمع من الناس وهو يعتبر قائدهم وعلى هذا شهود، سألناه أين الله؟ فأجاب بعقيدة الحلولية أن الله في كل مكان، فإذا كان كبير حلقاتهم ومرشدهم ومعلمهم فكيف يتعلم الآخرون منه؟!، فغيرة على دين التوحيد قمنا بهذه الدروس (درس التوحيد) وأرشدنا الناس إليها ونصحناهم من المناهج الضالة، فإن العامة- يا فضيلة الشيخ – في ذمتك فنسألك بالله العظيم: هل تنصحون العامة يذهبون مع هؤلاء الناس وليس عندهم علم، ويتركون دروس التوحيد والسنة المقامة عندهم ؟


:الاجابـــة


وبعد فما ذكرتم من هؤلاء الشباب الصالحين الذين يدرسون عندكم ويقيمون حلقات ومحاضرات ويفقهونكم في الدين ويعلمونكم ما تجهلون، فإنهم قد أحسنوا وعملوا صالحًا وهذا من أفضل القربات، وهو واجبهم حيث أعطاهم الله علمًا نافعًا، وتلقوه عن أكابر العلماء، وعرفوا باب العقيدة والتوحيد العملي، وعرفوا العبادات و المحرمات، وعلموكم ما تجهلونه، فعليكم أن تشجعوهم وتحرصوا على التلقي والتقبل منهم وتعلم ما تجهلون ولو تجشمتم المشقة وصبرتم في المجالس والحلقات وسافرتم من البادية إلى القرى والمدن،فذلك كله من أفضل القربات


وأما جماعة التبليغ فلهم طريقتهم واجتهادهم ونظرهم حيث رأوا أن الخروج بالعاصي حتى يفارق مجالس اللهو واللعب أجدى له وأنفع لنفسه حيث يعمل معهم الصالحات ويتدرب على أداء الفرائض بخشوع، وعلى النوافل والأذكار والأدعية الموقنة وغيرها، وعلى سماع القرآن والذكر والخير، ويبعد عن جلساء السوء وعن العصاة والمعاصي فيعود وقد أحب العبادات وكره المحرمـات، هذا ما أداه إليهم اجتهادهم، ونحن لا نعتب عليهم لكن نقول: لا يجوز لهم إضرار بأحد ولا اعتراض على غيرهم من أهل الحلقات والتعليم للعامة والخاصة، كما لا يجوز لهم إنكار قراءة العقيدة والتوحيد ومسائل الخلاف لأجل معرفة الراجح، وكذا تعلم الأحكام والحلال والحرام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باللين واللطف وعدم التنفير، فعلموهم بذلك دون أن تنفروهم أو تنفروا عنهم. والله أعلم.


وصلى الله على وعلى آله وصحبه وسلم


عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين






موضوع الفتوى: ما موقفنا من الجماعات الاخرى


(رقم الفتوى:(2975


السؤال: ما موقفنا من جماعة الإخوان والأحباب والتبليغ إلخ؟ وهل هذه من السُنة؟وهل على هذه الجماعات دليل؟ وهل هي سبب للخلاف والنزاع؟


:الاجابـــة


نقول إن كل جماعة وطائفة تعمل بالسُنّة وتدعو إلى الشريعة وتأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر وتتجنب المُحرمات والبدع والمُحدثات فإننا نواليهم ونُحبهم، وإذا كان معهم شيء من النقص أو المُخالفة ننصحهم ونُحذرهم من مخالفة الشريعة فيدخل في ذلك الإخوان المسلمون الذين يقومون بالدعوة إلى الله تعالى وينصحون المسلمين ويُبينون الخير لمن صحبهم، فإن كانوا يطوفون بالقبور أو يدعون الأموات أو يسبون الصحابة أو يخرجون على الأئمة المُسلمين أو يُكفِّرون بالذنوب فإننا نحذرهم وننصح عن صحبتهم إذا لم يقبلوا النصيحة ولم يتركوا مُخالفة الشريعة، ويدخل في ذلك الأحباب الذين يُحب بعضهم بعضًا على غير قرابة أو مصلحة دنيوية، فيتحابون في الله، وكذلك أهل التبليغ إذا كانوا يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ولم يكن …عندهم بدع ولا مُحدثات والله أعلم


عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين




موضوع الفتوى: أسلوب جماعة التبليغ


(رقم الفتوى:(5054


السؤال: يوجد أحد الأخوة الطيبين في عقيدته وسلوكه من أبناء الحي، ومتزوج زوجتان وله أولاد كبار وبنات، ويعمل مدرسًا في إحدى المدارس، ويحرص على الخير ويجتهد عليه في مسجدنا، ومرتبط ارتباطا وثيقا ومستمرا بجماعة التبليغ وهو من العاملين المخلصين لهذه الجماعة من حيث الترتيب الدقيق لاجتماعاتهم، وترتيب ما يسمى ” الخروج في سبيل الله “، وهذا الخروج يرتكز في ظاهره عندهم على السفر من البلد لفترات متفاوتة في وقت محدد، كأربعة أشهر أو شهر أو أسبوع أو عطلة الأسبوع إلى أماكن عديدة داخل وخارج والشريان المحوري في هذا الخروج هو الزيارات في الله


والتذكير في هذه الزيارات بالله، والحث على العبادة والدين، ثم الدعوة المستمرة والمتكررة إلى الخروج في سبيل الله، والأخ المذكور باعتباره أحد العاملين المخلصين لهذه الجماعة فهو كثير السفر والخروج إلى بلاد خارج وداخلها في أكثر العطل الأسبوعية، وأغلب العطل الصيفية، حتى الأعياد الشرعية لا يُعيِّد مع أسرته وأهله، بل هو مشغول بالسفر والخروج، وهذا حاله منذ سنوات، وفي الآونة الأخيرة يقوم باصطحاب زوجاته في سفره داخل تاركا أولاده من بنين وبنات، وفي آخر أسفاره إلى إحدى الدول الخليجية اصطحب إحدى زوجاته معه، مما ألزم زوجته بإخراج جواز سفر دون ضرورة، علما بأن هذا الأخ وزوجاته ليسوا من المتخصصين العالمين بالعلم الشرعي بدرجة كبيرة وتأهيلية، حتى تجد لهم أدنى مبرر للسفر وترك أولادهم من خلفهم والمشكلة أنهم يعتبرون خروجهم وإهمالهم مسئولياتهم تجاه أسرهم وأبنائهم أنه من الدين، وهذا عكس ما تعلمناه من سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهديه الكريم في الدعوة إلى الله من علمائنا الأجلاء
نرجو من فضيلتكم التوجيه بفتوى شافية حيال ما عرضناه لكم، وبيان الحكم الشرعي للطريقة المذكورة أعلاه في الدعوة إلى الله، والنصيحة لهذا الأخ الكريم حيث سنقوم باطلاعه عليها لأننا نحبه في الله ونريد له الخير والتوفيق والسداد. وجزاكم الله خيرًا


:الاجابـــة


هذه الجماعة المعروفة بجماعة التبليغ، قد عرف منهم النصح والتوجيه والصلاح في أنفسهم، والحرص على إقامة الأعمال الصالحة، والابتعاد عن المحرمات والمشتبهات،وقد نفع الله تعالى بجهودهم واهتدى بواسطة دعوتهم خلق كثير، فإذا كانوا يقيمون الصلاة ويعرفون ما يبطلها، ويحافظون على شروطها وأركانها وواجباتها، ويخرجون زكاة أموالهم، ويتطوعون بقيام آخر الليل وأداء الرواتب قبل الفرائض وبعدها، وصيام التطوع، والصدقة مما رزقهم الله، والتنفل بالحج والعمرة مع إتمام المناسك، ولا يدعون الأموات، ولا يعكفون عند القبور، ولا يتمسحون بأتربتها، ولا يتبركون بالأشجار والأحجار وكل ما يعبد من دون الله ولا يدعون مع الله إلها آخر، ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بحق، ولا يزنون، ولا يسرقون، ولا يشربون مسكرا، ولا يدخنون، ولا يغتابون، ولا يظلمون الناس، فإنهم يعتبرون من العلماء إذا عرفوا هذه الأحكام


وإذا سافروا ووكلوا بأولادهم من ينفق عليهم، فلا حرج في ذلك، وإذا سافروا بزوجاتهم لأجل أن تعفهم فلا حرج في ذلك، ومن كان له زوجتان فإنه يقرع بينهما عند السفر أو يسافر بإحداهما وفي المرة الثانية يسافر بالأخرى ليتم عدله، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها من باب العدل، وأما إذا لم يوكل على أولاده أو لم يترك لهم طعاما وسكنا وعرضهم للضياع أو لتكفف الناس، فإن هذا لا يجوز لقول النبي -صلى :الله عليه وسلم


والله أعلم


عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين






موضوع الفتوى : راي الشيخ في كتابي التحذير من جماعة التبليغ للشيخ حمود التويجري
و
القول البليغ في جماعة التبليغ للشيخ ابو بكر الجزائري


(رقم الفتوى: (824


السؤال: ما رأيكم في كتابة فضيلة الشيخ رحمه الله ـ (القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ) وكذلك كتاب حفظه الله ـ (القول البليغ في جماعة التبليغ)؟


:الاجابـــة


الشيخ رحمه الله رد بكتابه على الجماعة الذين أسسوا هذه الدعوة في وذلك لأنهم عندهم بدع، كالتصوف والْغُلُو، وعبادة القبور، فرأى أن منهجهم وهم على هذه الطريقة يحتاج إلى تعديل، وقد ناقش مخططاتهم وانتقدها، ولكن كلامه لا ينطبق على الدعاة من أهل هذه البلاد، الذين تولوا مثل هذا العمل، وسلكوا هذه الطريقة، وهي الدعوة بالفعل. وهكذا يقال في كتاب الشيخ حفظه الله، فإنه يصف قومًا يعملون بدعًا، ويدعون إليها على جهالة، وقد ألف في جماعة التبليغ بعض المشايخ، ومنهم وغيرهما، وأيد طريقتهم الشيخ والشيخ .وغيرهما، رحم الله الجميع. والله أعلم


عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين











موضوع الفتوى: الإخوان والتبليغ والفرق الثلاث والسبعين




رقم الفتوى: (10948)


السؤال س: قرأت بأن كل الفرق الثلاث وسبعين قد ظهرت أتمنى أن تعددوا لنا حتى يتبين لنا الحق وهل الإخوان والدعوة والتبليغ من هذه الطوائف؟ أرجو الإيضاح

:الاجابـــة

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته سوف تفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة أو من كان على مثل ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقد ظهرت تلك الفرق كلها وعرفها أهل السنة وحذروا منها سواء كانت ضالة في الاعتقاد أو في الأعمال فأدخلوا فيها فرق الخوارج الذين يقاتلون المسلمين بمجرد ذنب ينكرونه عليهم وفرقة المرجئة الذين يتوسعون في الذنوب ويعتقدون أنها لا تضرهم وفرقة المعطلة والمشبهة والقدرية والجبرية والرافضة والمتصوفة والفرق التي تنسب إلى من أحدثها كالجهمية والمعتزلة والإسماعيلية وهكذا الفرق الجديدة كالحداثية والبعثية والعلمانية، وقد يدخل فيهم جميع الملل كالنصارى واليهود والمجوس والدهريين والقاديانية والهندوس والبوذيين والقبوريين ونحوهم لأنهم من أمة الدعوة، ولا يدخل فيهم من خالف في الفروع كالحنفية والشافعية والحنابلة والمالكية والظاهرية إذا كانوا متفقين في الاعتقاد وهو التمسك بالسنة


فأما التفرقة في طرق الدعوة فلا يدخل أهله في الفرق الضالة فالدعاة بالفعل لهم أدلة والدعاة بالقول لهم أدلة والدعاة بالكتابة والدعاة بالخطابة والمعلمون في المدارس والمعلمون في المساجد والمعلمون في الأسواق أو في المراكب أو في الأسفار لا يقال أنهم مبتدعة لأن ذلك مما يرجى نفعه وتأثيره في المدعوين مع اختلافهم وتفاوتهم في الأماكن والرغبات ولكن يشترط أن تكون الدعوة إلى الله مقرونة بتوحيد الله وإخلاص العبادة له ومؤيدة بالدليل الصحيح دعوة إلى الإسلام الصحيح قولا وفعلا ولا تضر الأسامي الخاصة بعد ذلك إذا كان المنهج واحدًا وهو التوحيد وتحقيق الإسلام فسواء تسموا بأهل التبليغ أو بالإخوان المسلمين أو بأنصار السنة أو بالسلفيين أو بأهل التوحيد فالعبرة بالحقائق لا بالأسماء فمن كان من أهل البدع والضلالات فهو ضال ولو تسمى بالتوحيد والإيمان ومن سلك الصراط المستقيم فهو من أهله ولو تسمى باسم غيره. كذا غيره
والله أعلم


عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين




موضوع الفتوى: منهج جماعة التبليغ

(رقم الفتوى: (12809

السؤال س: ما رأيكم في منهج جماعة التبليغ وهي تنتمي إلى مشايخهم في الباكستان و الهند ؟

:الاجابـــة

جماعة التبليغ طائفة يدعون إلى الإسلام، ولكن يقتصرون على البلاغ ؛ فأولا : كان حدوثهم في القرن الماضي . وأول من اشتهر بهذا العمل عالمٌ منهم يقال له محمد إلياس واشتهر بدعوته في الهند وفي الباكستان ولا شك أن كثيرًا من أتباعهم متصوفة وقبوريون وعندهم عقائد منحرفة في الأسماء والصفات وما أشبه ذلك . ولكن كثيرٌ منهم درسوا الإسلام والتوحيد وعرفوا العقيدة السليمة وابتعدوا عن الشركيات والخرافات، ثم امتدت دعوتهم في الدول العربية والدول الإفريقية . وعمل بهذه الدعوة كثيرٌ من الدعاة الموحدين أهل العقيدة السليمة ، وبالأخص الذين درسوا في الجامعات الإسلامية وعلى علماء أهل السنة حيث رأوا أن هذا العمل مفيدٌ للأمة، وأن فيه نفعا كبيرا في الدعوة إلى الله .
وهذه الطريقة التي سلكوها تعتبر دعوة بالأفعال لا بالأقوال . وقد رأوا من أسباب نجاح الدعوة كثرة الأسفار والتنقل في البلاد واصطحاب الجهلة والعصاة وتدريبهم على الأعمال الصالحة والعلوم النافعة؛ فيصحبهم الجاهل فيتعلم ما يلزمه في صلاته فرضًا ونفلًا، ويحب العبادة ويتلذذ بأنواع الطاعة ، ويقلع عن المحرمات ويتوب إلى الله توبة نصوحًا ؛ حيث إن جميع من حوله لا يتكلمون إلا بخير ولا يسمع منهم إلا الذكر والدعاء ، ويعمرون مجالسهم بقراءة القرآن وبأحاديث الوعد والوعيد والثواب والعقاب والترغيب والترهيب ، وفضائل الأعمال والتحذير من المحرمات ؛ فيتأثر بهم ، ويرجع صالحًا مصلحًا ويؤثر في نفسه ويؤثر في أهله


فلذلك يرون أن الإنكار علنًا يكون منفرًا لمن صحبهم ؛ فلذلك قد يصحبهم المتكاسل عن الصلاة وشارب الدخان وحالق اللحية ومسبل اللباس ومتأخر عن صلاة الجماعة . ثم إنهم لا يغيرون عليه حتى لا ينفر وإنما يرغبونه في الأعمال الصالحة ويبينون له فضل الحسنات وعقوبة السيئات وآثار الذنوب . فهو يتأثر بما يرى من تنافسهم في الأعمال الصالحة وكثرة الذكر وكثرة الدعاء وكثرة النوافل ، وما يجري الله على أيديهم من الهداية والتوفيق لكثير ممن يصحبهم ؛ فيكون ذلك من فائدة إقرارهم على تلك المعاصي ؛ حتى يتأثر من تبعهم من قبل نفسه
ومن طريقتهم عدم الخوض في المسائل الخلافية التي تحدث بين أهل المذاهب ؛ فإن الخوض فيها قد يحدث فرقة وتعصبًا لبعض الأقوال وسببًا وتفرقًا في الآراء . فهم لا يتعرضون للمسائل الخلافية سواءً كانت في الأصول أو الفروع . ولكن عملهم إنما هو بما أباحه الشرع أو حث عليه أو رغب فيه . ومتى سئلوا عن هذه المسائل أحالوا من سألهم على أكابر العلماء في مختلف المذاهب
وقد رأوا من طريقتهم ألا يخوضوا في مسائل العقيدة التي فيها خلافٌ مع الأشاعرة والمعتزلة ونحوهم . ولكن هم في أنفسهم قد درسوا في الجامعات الإسلامية في داخل المملكة ؛ فعقيدتهم عقيدة أهل السنة فيما يظهر منهم . ولكن قد يخالفون بعض الأشاعرة الذين معهم نقصهم في العلم وخطأ في المعتقد ، والذين قد اقتنعوا بما هم عليه من عقيدة الأشاعرة ؛ فيرون عدم مناقشتهم في هذه العقيدة لكثرة من انتحلها من مشاهير العلماء السابقين واللاحقين فتخطئتهم يستلزم القدح في كثير من العلماء كـ النووي و ابن حجر و ابن دقيق العيد و العز بن عبد السلام و السيوطي و السفاريني وفي الطعن في هؤلاء صدود عن كتبهم وهجرٌ لمؤلفاتهم ؛ مع ما فيها من الفوائد والعلوم النافعة


فرأى هؤلاء الجماعة عدم الخوض مع من ينتحل المعتقد الأشعري وفي الأسماء والصفات مع اقتناعهم بتقديم عقيدة السلف الصالح والصدر الأول من علماء الأمة . وعلى ذلك فنقول : هؤلاء الجماعة الذين في هذه البلاد لا بأس بالخروج معهم في داخل المملكة وفي الدول العربية ونحوها . ولا بأس بمناهجهم وما يرددونه وما يحفظونه من الوصايا والعلوم القولية والفعلية. وأما الباكستانيون والهنود من هذه الجماعة ؛ فالظاهر أنهم على معتقد الصوفية ، وأن عندهم شيء من رواسب القبوريين ؛ فلذلك نقول لا يصحبهم إلا من هو على بصيرة من دينه ومعرفة بالعقيدة السليمة والتوحيد الصحيح وما يضاده من الشرك ومن وسائل الشرك
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين




موضوع الفتوى: توجيه لتائب على يد جماعة التبليغ



رقم الفتوى: (11486)


السؤال س: أنا شاب كنت متساهلا بالصلاة وغيرها من أمور الدين فخرجت مع جماعة التبليغ ثلاثة أيام فأصبحت أحافظ على الصلاة وقراءة القرآن والأذكار وطاعة الوالدين وبدأت أفكر في حفظ القرآن الكريم فقال لي بعض الأشخاص الطيبين: اترك هذه الجماعة واطلب العلم، وقال لي آخرين: تمسك بهذه الجماعة واطلب العلم، وقال لي ثالث: لا تبدأ بطلب العلم حتى تتقوى بالإيمان والأعمال ثم ابدأ بتعلم صغار العلم شيئًا فشيئًا. فما توجيه فضيلتكم لي ولأمثالي من التائبين الباحثين عن الطريق المستقيم ؟

:الاجابـــة

وبعد لك أن تخرج مع أهل الدعوة في داخل المملكة لزيادة المعلومات وتقوية الإيمان ودعوة المسلمين، ولا يردك هذا الخروج عن التعلم ولا يردك عن زيادة الإيمان بل هو من أسباب قوة الإيمان وزيادته، ولك وقت آخر تطلب فيه العلم وتتعبد وتدعو إلى الله من غير سفر ولك أجر في ذلك كله بحسب كثرة النفع وحسن النية
والله أعلم


عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين



موضوع الفتوى: قول في جماعة التبليغ


رقم الفتوى: (10208)


السؤال س: فضيلة الشيخ عند توديع الجماعات يقوم أحد مشائخهم بالجلوس على كرسي ومن ثم يقومون فردًا فردًا بالمصافحة على ذلك الشيخ ويزعمون أنه سنة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يودع الجماعات هكذا فما رأيكم في ذلك الأمر ؟

س: وبعد هذه المصافحة يا فضيلة الشيخ يذهبون إلى القرية وقبل الدخول يدعو أحد أفراد هذه الجماعة والآخرين يُأمنون وهذا الدعاء هو دعاء دخول القرية بالإضافة إلى هداية الناس ثم يدخلون القرية ويجتمعون عند المسجد ويجددون النية وما قصدهم من دخول المسجد، ويدخلون المسجد ويقومون بزيارات وعند الذهاب إلى ذلك الشخص يجتمع اثنان أو أكثر الذين سوف يزورونه ويدعون له عند باب المسجد الخارجي وكذلك عند خروج الجولة وهي تتكون من ثلاثة إلى تسعة أشخاص يفعلون ذلك الدعاء ويجعلون واحدًا في المسجد في الذكر يدعو لهم ويذكر الله ويقولون نحن نقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم في الدعاء، وبعد إلقاء البيان يجلس ذلك المبين ويدعو ويأمنون خلفه، فهل هذه الأقوال والأفعال وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والسلف الصالح؟ وما رأيكم؟


:الاجابـــة

ج: التوديع المشروع يكون بالمصافحة أو بالمعانقة أو بالسلام وقول أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك فهذا الفعل من هذه الجماعة نرى أنه خطأٌ حيث يخصون التوديع بهذا الذي يجلس على الكرسي وإنما السنة أن يقوم كل منهم ويودع ذلك المسافر أو أن المسافر والمفارق يمشي عليهم في أماكنهم ويودعهم فردًا فردًا ويقبل وصيتهم، وقد ذكر العلماء أن من أراد سفرًا فإنه يمر على مشائخه وأصحابه في منازلهم ويودعهم ويوصيهم ويتقبل وصاياهم، فأما هذا الجلوس على الكرسي وقيام الجماعات بالمصافحة له فما أرى ذلك منقولا ولا أذكر له دليلا


ج: هذا الفعل مما يدخله الاجتهاد فذهابهم إلى القرية يرجون أن يهتدي من يدعونه من أهلها حيث يذهبون إلى بعض العلماء وبعض القادة وبعض الأثرياء والمشاهير ويقصدون بزيارتهم النصح والتوجيه وإبداء ما لديهم من العلوم والأخبار والنصائح يرجون أن يتأثر إذا رأى ما هم عليه من التقشف والتقلل من متاع الدنيا والزهد، وفي زينة هذه الحياة الدنيا، فلا بأس بالدعاء عند دخول القرية وإذا لم يكونوا يحسنون الدعاء دعا أحدهم والبقية يأمنون فيدعون بدعاء دخول القرية نحو "اللهم إنا نسألك خيرها وخير أهلها" إلى آخره، وهكذا يدعون بهداية الناس كقولهم: "اللهم وفقنا لقبول أقوالنا ونجاح دعوتنا وتأثيرنا فيمن ندعوه" ولا بأس بدخولهم في المسجد فإن المساجد منازل الغرباء ولا بأس أن يختاروا عددًا معينًا يزورون فلانًا وفلانًا، ولا بأس أن يدعوا عند بابه أو عند باب المسجد أو عند خروجهم لجولة، ولا بأس أيضًا أن يدعوا لهم أخوتهم الباقون أن يكلل الله جهودهم وأن ينجح مساعيهم وأن يوفقهم لقبول دعوتهم وأن يهدي على أيديهم من أراد الله به خيرًا وذلك لعموم الأحاديث التي في فضل الدعاء، وكذا الحث على الدعاء في الكتاب والسنة، ولا بأس بالتأمين على الدعاء فإن المُأمن له أجر الداعي، فإذا قال آمين فإنه يعني اللهم استجب، ولكن ينبغي أن يغيروا من هذه العادة أحيانًا وألا تتخذ كسنة متبعة بل يسلكون في بعض الأحيان طرقًا مشابهة لها وإن لم تكن نفس هذه الطريقة وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوصي من يرسلهم للدعوة إلى الله بالأعمال الصالحة كقوله صلى الله عليه وسلم : اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن وكقوله لمعاذ إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب إلى آخره
والله أعلم


عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين






موضوع الفتوى: جماعة التبليغ ما لها وما عليها


رقم الفتوى: (11480)


السؤال: نحن أهل قرية في الشرقية كنا في أحوال لا يعلمها إلا الله، لا نرى المنكر إلا معروفًا ولا نرى المعروف إلا منكرًا، فأتتنا جماعة من أهل الدعوة فدعونا للهداية والرشاد فاستجبنا لهم بفضل الله لما رأينا من صدق في دعوتهم نحسبهم كذلك ولا نزكى على الله أحدًا، فارتبطنا معهم ارتباطًا كليًا فخرجنا معهم إلى بلدان الخليج و باكستان و بنغلاديش و الهند ثم لما رأينا فضيلتكم ينهى عن الذهاب إلى بلاد الباكستان و الهند و بنغلاديش لمن ليس له بصيرة في العقيدة، قطعنا الذهاب إلى تلك البلاد لما نعرفه من قله بضاعتنا في العلم الشرعي، ونبشركم إنا نسمع أشرطة فتاوى مشايخ هذه البلاد فانتفعنا ونفعنا غيرنا من أهل البوادي والقرى التي نزورها للدعوة

وفي هذه الأيام أتتنا جماعة من الشباب ممن يظن بهم إرادة الحق والحث عليه، فنهونا عن الارتباط بأهل الدعوة بدعوى أن كل من انتمى لهذه الدعوة من هذه البلاد أو من خارجها فهو ضال مضل يجب تحذيره والتحذير منه، ورموه باتباع البدع والحث عليها سواء من كان في هذه الديار أو خارجها، ثم أخذوا يشهرون بهذه الجماعة على رؤوس المنابر بعد الجمعة والجماعات وفي المجالس حتى اطلع على هذا الخلاف الصغير والكبير والذكر والأنثى، بل بلغ أيضًا فساق وفجار الناس، وبعد أن أمسينا ناصحين ما أصبح الصباح إلا ونحن منصوحون، فأخذ عوام الناس يتضاحكون على الخلاف بيننا فيقولون: كيف تريدون أن تحلوا مشاكل المسلمين وأنتم لم تحلوا مشاكلكم ؟


ثم لم يكتفوا بهذا بل ذموا الكثير من طلبة العلم ممن أثنيت عليهم وغيرك، ثم إني أطلعتهم عل فتوى منك تفصل حال جماعة الدعوة فقالوا أن الشيخ لا يعرف حالهم ولا خطورتهم كمعرفتنا نحن بهم، وحضروا إلينا في هذه الأيام فدعونا لاتباع منهجهم وذكروا أنك تؤيد مذهبهم وتحث عليه وترى فيه الحق الذي يجب اتباعه، فلما سمعنا بما نسبوه لك توقفنا فإن صح النقل عنك اتبعنا هذا المذهب، وإن كان غير صحيح فأظهر لنا الأمر ولا نبيح لك كتمانه فإنا نمر
بفتنة نخشى أن نكون فيها ممن قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: يمسي الرجل مؤمنًا ويصبح كافرًا وإني أسألك وخلفي قوم ينتظرون الجواب


:الاجابـــة

وبعد فلا يخفى أن الدعوة إلى الله تعالى واجبة على كل قادر بأي نوع من القدرة؛ لقوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} وليس الدعوة محصورة في منهج أو أسلوب أو نوع خاص بقول أو فعل، فجماعة التبليغ في هذه البلاد كما نعرف من أهل العقيدة والتوحيد والإيمان، وقد درسوا على العلماء واقتنوا كتب السلف وتأثروا به، إلا أنهم رأوا طريقة خاصة في الدعوة وهي الاستصحاب والسفر إلى البراري أو القرى، ورأوا أيضًا أن الدعوة بالفعل أقرب إلى التأثير من الدعوة بالقول، وقد نفع الله بدعوتهم وهدى على أيديهم خلقًا كثيرًا، وأنقذ بهم أقوامًا من الضلالة وعلمهم بعد الجهالة، ولا يضرهم كونهم يقتصرون على الدعوة إلى النوافل والأعمال البدنية، ويقرءون سيرة السلف ويدعون إلى الاجتهاد في أعمال الخير والتزود من الصالحات، ولا يتعرضون للخلافات فقد كان النبي- صلى الله عليه وسلم- ينهى عن الاختلاف ويوصي بالاتفاق، فالخلاف في الفروع وفي القدر وفي التكفير والتفسيق ونحوه مذموم، وإنما الواجب تحقيق التوحيد ثم العمل بما يقتضيه الدليل


ولا شك أن طرق الدعوة كثيرة، فمن اختار الدعوة بالفعل والقدوة الحسنة كهؤلاء فله ذلك، ومن اختار الدعوة بالتعليم والمواعظ والمحاضرات والخطب فله ذلك، ومن اختار الدعوة بالكتب والنشرات والأشرطة والاتصالات الهاتفية فله ذلك، ومن اختار الدعوة عن طريق الإذاعة فله ذلك، وكل وسيلة فيها منفعة وفائدة لا يمنع من سلوكها والاستفادة منها لدخولها في قوله تعالى:{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} فأما جماعة التبليغ من الهند و الباكستان فإن فيهم بقايا من البدع كالتصوف والتبرك بالأموات والتمسح بالأضرحة، وكذا في العقائد كإنكار بعض الصفات والتحذير من كتب أهل العلم كابن تيمية و ابن عبد الوهاب فمثل هؤلاء ينهى عن صحبتهم مخافة التأثر بشيء من أعمالهم أو عقائدهم


وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والله أعلم


عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين








موضوع الفتوى: القول البليغ في جماعة التبليغ

رقم الفتوى:(10981)

السؤال س: ما رأيكم في الخروج مع من يسمون "جماعة التبليغ" ومشاركتهم في أنشطتهم الدعوية خاصة لكثرة ما نسمعه من أهل العلم عنهم وما أورده الشيخ حمود التويجري رحمه الله في كتابه " القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ " ؟

:الاجابـــة

هذه الجماعة تأسست بهذه الصفة والاسم من نحو 70 عاما، و كان أمرهم في الهند والباكستان وكان من منهجهم الدعوة إلى الله تعالى بالفعل غالبا فيقومون برحلات بعيدة أو قريبة ويجمعون من يستجيب لهم ويصرون على استصحاب الجهلة وأهل النقص والمعاصي رجاء تأثرهم، والمعتاد أن من خرج معهم ولو زمنا يسيرا فإنه يتأثر ويرجع قد تاب وأقلع عن المعاصي واعتاد المحافظة على نوافل العبادات والأذكار والتهجد لما يشاهده معهم من المنافسة في هذه النوافل، وكذا المواظبة على الأذكار المحددة كدعاء السفر والنزول والصباح والمساء والدخول والخروج. .. إلخ، ولكن القائمين بهذه الدعوة هناك لا تخلو معتقداتهم غالبا من تصوف وتعطيل ونحوه وإن كان الغالب عليهم أنهم تابوا وتأثروا بالدعوة النجدية


أما الإخوان الذين يعملون عملهم في هذه المملكة فإنا نزكيهم لأنهم تلاميذنا وقد درسوا التوحيد والعقيدة والأعمال الواجبة، وعرفوا الحرام والحلال وطبقوا ذلك، فلا يظن بهم شيء من الانحراف ولا المخالفة في المعتقد ولا يضرهم سلوك طريقة أولئك في الدعوة إلى الله تعالى بالفعل وهو الخروج لأجل الدعوة، وننصح من خرج معهم أن لا يتجاوز المملكة والدول المجاورة كدول الخليج مخافة التساهل في أعمال الأولين الذين معهم شيء من عقائد المتصوفة عريق فيهم، وقد نفع الله بدعوتهم وهدى الله على أيديهم خلقا كثيرا، وليست دعوتهم مبتدعة بل الخروج للدعوة سنة كما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم الدعاة إلى اليمن وغيره، أما كتاب الشيخ التويجري رحمه الله تعالى فهو في حق الجماعة الذين نشأوا في الهند قديما، حيث إن لهم طرقا خفية استمدوها من شيوخ المتصوفة، ومنها أخذ البيعة لرئيسهم سرا والتقيد بطاعته كما تفعل المتصوفة، وهذا ليس عاما في كل طوائفهم، وكذا انتقدهم الشيخ رحمه الله على اقرارهم المنكر وصحبة العصاة وعذرهم أن الإنكار عليه سوف ينفره وفي صحبته لهم هذه المدة ما يدعوه إلى الاقلاع دون تنفير بل برغبة أما اقتصارهم في الدروس على كتب الفضائل وترك كتب العقيدة والتوحيد فيمكن أن هذا في بعضهم وليس مطردا في الجميع وعذرهم أن الإكثار من التطوعات ونوافل العبادات يدعو إلى محبتها والتقيد بأدائها مستمرا وليس دليلا على بغضهم للتوحيد فإن المعروف أنهم لا يخالفون في العقيدة ولا في العبادات ونحوها. والله أعلم


عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين






موضوع الفتوى: الجولات الدعوية

رقم الفتوى: (13115)


السؤال س: نظرًا لقرب الإجازة الصيفية والتي تُكثف فيها المؤسسات الدعوية من برامجها والتي منها الجولات الدعوية في الخارج ورغبة من المجلة (ملحق الدعاة) في طرح هذا الموضوع في تحقيق صحفي متكامل من أهدافه تذكير الدعاة بما ينبغي عليهم مراعاته قبل سفرهم، ونقل وجهات نظرهم إلى المؤسسات الدعوية وما شابه ذلك؛ لذا رأينا الكتابة لكم لمشاركتنا في هذا التحقيق بالحديث عن المحاور التالية (أو ما تيسر لكم منها) وهي
الجولات الدعوية من منظور شرعي (متى تجب؟ حكمها لكل من)
1-
من لم يأذن له والداه، أو أحدهما
2-
لمن يأخذ إجازة اضطرارية من العمل لأجل هذا السفر علمًا بأنه إذا لم يأخذها ذهبت عليه
3-
لمن يترك المسجد وهو إمام مع تكليفه غيره بالإمامة
4-
لمن يترك بسفره هذا من تجب عليه رعايتهم
5-
لمن يتخذها سياحة ودعوة
القدر الكافي من العلم الشرعي لمن أراد السفر للدعوة إلى الله تعالى
بماذا يبدأ الداعي في دعوته وما الذي ينبغي عليه اجتنابه
هل كان سلف هذه الأمة يُسافرون للدعوة إلى الله عز وجل؟ (مع ذكر نماذج لذلك إن أمكن)؟


:الاجابـــة
لا شك أن الدعوة إلى الله هي وظيفة الرُسل ووظيفة أتباعهم، ودليل ذلك قول الله تعالى:{ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} والدعوة إلى الله هي الدعوة إلى دينه الذي هو الإسلام إلى أصول هذا الدين وإلى ترسيخ العقيدة في القلوب وإلى الحرص على إرساء دعائم الإسلام في النفوس؛ حيث إن الكثير من الناس قد يجهلون تعاليم الإسلام وأُسسه وقواعده ولو كانوا يتسمون بالإسلام، وحيث إن هُناك شواغل تعوقهم عن تعلم الأحكام والتفقه في العقائد، وهناك دعاة إلى الكُفر وإلى البدع وإلى المعاصي يدعون باسم التحرر وباسم ترفيه النفوس وتسليتها، وباسم التوسع في الملذات والمُشتهيات، وكثيرًا ما ينجر هؤلاء الجهلة مع أولئك المُضللين حيث إن نفوسهم ضعيفة وإيمانهم مُتزعزع وتعتريهم الشكوك وتدفعهم الشهوات النفسية فينشغلون بها عن الواجبات فتفسد، أو تضعف عقائدهم، وينصرفون عن الخير، ويتركون الواجبات، ويتخلفون عن الصلوات، ويقعون في المُسكرات والمُحرمات، فمثل هؤلاء بحاجة إلى من يُنقذهم من هذه المهالك والبلايا التي وقعوا في شباكها، وادعوا أنهم قد حرروا أنفسهم، وأنهم توسعوا في مُستلذاتهم وهم يحسبون أنهم على خير، ويحتقرون كل من أنكر عليهم، أو خالفهم
وحيث إن هذا الجنس موجودون في كثير من مُدن المملكة فنقول: إنهم بحاجة إلى من يأخذ بأيديهم ويُنقذهم من هذه المهالك، ويدلهم على سبيل النجاة حتى لا يكونوا وبالًا على الأمة، ويندمون حين لا ينفع الندم، وتصير تلك العادات والمُعتقدات ديدنًا لهم تتملك على قلوبهم وعلى جوارحهم، فمتى حصل من يأخذ بأيديهم وينصحهم ويُحذرهم ويُنذرهم ويُخوفهم ويبين لهم الطريق السوي الذي متى سلكوه حصلت لهم السلامة والنجاة، ودخلوا في الدين الصحيح الذي يجدون منه الحياة الطيبة والسعادة في الدُنيا والآخرة، فنقول: إن الدعوة إلى الله واجبة على كل من كان عنده قُدرة، أو تمكن بحسب ما يستطيعه، فإن تمكن من السفر خارج مدينته نشر ما عنده من العلم، ودعا إلى الله تعالى بقدر ما عنده من المعلومات، ومن لم يستطع الخروج لظرف من الظروف فإنه معذور وبإمكانه أن يدعو في بلدته؛ فهناك مجالات كثيرة للدعوة إلى الله تعالى، ففي الأسواق لا بد أن يرى من هو حليق، أو مُدخن، أو مُسبل، أو من معه امرأة مُتكشفة، أو من يتابع النساء ويُعاكسهن، أو من يشتغل بحرفته في أوقات الصلوات، أو من يرفع صوت المذياع على الغناء والطرب، أو غير ذلك من المعاصي، وفي استطاعة طالب العلم أن ينصح كلًّا من هؤلاء، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن
وهكذا في إمكانه أن يُلقي كلمات يسيرة بعد الصلوات يحث فيها على المواظبة على صلاة الجماعة وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى تربية الأبناء التربية السليمة، وعلى المُسارعة إلى الخيرات والمسابقة إلى الجماعة، وفي إمكانه أن يتجول على المقاهي والمطاعم والفنادق والملاهي والاستراحات وما أشبهها التي تضم الكثير من العُصاة والمتهاونين بالطاعات والتي قد يوجد فيها اختلاط الرجال بالنساء ويوجد فيها تفَسخ وتبرج وغناء وخمر وزمر وفواحش وترك صلوات وسماع أغنيات وتعاطي مُخدرات ونحو ذلك من المُنكرات، وفي إمكانه أن يُلقي كلمة توجيهية لعلها أن تُؤثر في بعض السامعين، أو في جميعهم، وإذا قابلوه بالإنكار والرد عليه بيَّن لهم أنه قال ذلك ليخرج من عدة الكتمان، وليُبلغ ما عنده، وبذلك يكون قد أنذر، ومن أنذر فقد أعذر


:أما إذا كان يحتاج إلى رحلة وسفر


فأولًا: من لم يأذن له أبواه، أو أحدهما ليس له أن يُسافر للدعوة إلا بإذنهما جميعًا فإن أقنعهما وبيَّن لهما المصلحة التي تترتب على سفره للدعوة داخل المملكة، أو خارجها، فحصلت منهما الموافقة فله ذلك، وعليه في هذه الحال أن يُراسلهما ويُكلمهما ليطمئنا على صحته، وعليه أن يتقبل إرشاداتهما، وأن يتقيَّد بما شرطاه، وألا يتسرع في ما لم يأذنا له فيه


وثانيًا: إذا كان موظفًا فله أن يأخذ الإجازة العادية ليُسافر للدعوة خارج المملكة أو داخلها، كما أن له أن يتمتع بالإجازة الاضطرارية التي إذا لم يأخذها ذهبت عليه فيقضيها في الدعوة إلى الله خارج المملكة أو داخلها، أو داخل مدينته، وله أجرٌ على هذه النية


ثالثًا: متى كان إمامًا، أو مؤذنًا رسميًّا في أحد المساجد فليس له السفر لأجل الدعوة إلا بإذن الوزارة، وبعد أن يُكلف غيره بالإمامة فيُنيب من فيه الأهلية والأمانة، ومن يرضاه جماعة المسجد، ومن يثق بأنه سوف يقوم بالواجب فإذا فعل ذلك جاز له أن يُسافر للدعوة في هذه المُدة وله أجرٌ على قدر نيته


ورابعًا: إذا كان يترتب على سفره إهمال أولاده وأهله وإضاعتهم وتعريضهم للفساد، أو ترك القيام بما يجب لهم عليه من النفقة ونحو ذلك فمثل هذا لا يجوز له أن يُسافر حتى يُوكّل على أهله من يُنفق عليهم ويقضي حاجاتهم مُدة غيبته ويتفقد أحوالهم، ويُتابع الأولاد ذكورًا وإناثًا، ويقوم برعايتهم وتأديبهم وتوجيههم والحرص على مصلحتهم، فمتى وجد من يقوم مقامه جاز له السفر لأجل الدعوة، وإلا فرعاية أولاده أوجب عليه


وخامسًا: يجوز لمن يُسافر للدعوة أن ينوي مع السفر للدعوة السياحة في الأرض والاطلاع على البلاد والاعتبار بما فيها من العجائب والآثار، فإن في ذلك موعظة وذكرى وآيات بينات، ولذلك يأمر الله تعالى بالسير في الأرض كما قال تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} ونحوها من الآيات
وأما القدر الكافي من العلم الشرعي لمن أراد السفر للدعوة فليس له حد محدود، فكل من علم حكمًا من الأحكام ورأى كثيرًا من الناس يجهلونه فعليه أن يُعلمهم، ودليل ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:[ بلغوا عني ولو آية] أي: من حمل آية من القرآن وعرف معناها فعليه أن يُعلمها لمن يجهلها، ويدعو إلى العمل بها، وقد توعد الله على كتمان العلم في قوله تعالى: {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ وفي قوله: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بتبليغ سُنته كما في قوله:[ ليُبلغ الشاهد منكم الغائب] وقوله: [نضَّر الله امرأً سمع منا حديثًا فوعاه وأداه كما سمعه


ويُشترط للداعي أن يكون مُتقنًا لهذا الفن ولهذه المسائل التي يدعو إليها، فإذا عرف حكم ترك الصلاة بيَّنه ودعا إلى المواظبة عليها، ومتى عرف حكم التخلف عن صلاة الجماعة ورأى من يتساهل بها لزمه أن يُعلمه، وأن يستدل على ما يقول، وكذلك إذا علم تحريم الدُخان، أو تحريم الخمر، أو تحريم الأغاني، أو تحريم الزنا، أو نحوه، وعرف الأدلة المُقنعة فليس له السكوت وهو يرى من يتظاهر بهذه المعاصي، وهكذا إذا عرف شيئًا من أمور العقيدة، فإذا عرف فضائل الصحابة ورأى من يتنقصهم، أو رأى من يُخالف ما عليه أهل السُنة في أمر الصحابة لم يسعه أن يسكت بل يتكلم بما عنده، وهكذا إذا علم تحريم الشرك ووسائله ودعاء الأموات من دون الله، وعرف أن هناك من يتوسل بالأموات، ويدعوهم مع الله فلا يسعه السكوت، وهكذا لو عرف من أمر العقيدة ووجوب الإيمان بأسماء الله وصفاته وعلم أن هناك من يُجادل في آيات الله، ويُنكر دلالتها على الأسماء والصفات فليس له السكوت على مثل ذلك


وأما عن ماذا يبدأ به الداعي فمتى كان عالمًا بالأحكام والحلال والحرام وعالمًا بصحة دين الإسلام وبُطلان الأديان الأخرى كالنصرانية واليهودية والبوذية والهندوسية والشيوعية والبعثية ونحوها فإن عليه أن يبدأ بتقرير أمر العقيدة التي هي دين الإسلام، ويدعو إلى معرفة الله ومعرفة حقوقه على عباده، ويدعو إلى الاعتراف بالله تعالى ربًّا وإلهًا ومعبودًا، ويُبين في دعوته وجوب الإخلاص له، ويُبين أن دين الإسلام هو الدين الصحيح، وأن ما سواه من الأديان فإنها منسوخة وباطلة، ويُبرهن بذلك على ما فيها من الاختلاف والتهافت، فيبين أن المُسلمين عندهم القرآن الذي حفظه الله عن التغيير والتبديل، وأما النصارى فأناجيلهم مُتعددة وكل منهم يدَّعي أن الإنجيل الذي عنده هو الذي أُنزل على عيسى مع تخالفها واضطراب ما فيها، مما يدل على أنها مُفتراة ليست هي التي أنزلت على عيسى، وهكذا التوراة التي بأيدي اليهود قد دخلها التحريف والزيادة والنقص وأُضيف إليها زيادات كبيرة وكتبوا كتبًا مُفتراة على موسى كالتلمود مع ما فيها من المُخالفات والاضطرابات


وهكذا يفعل مع المُبتدعة فيُقرر لهم العقيدة السليمة، ويُبين لهم اختلاف ما هم عليه من العقائد ومخالفتها للأدلة الواضحة وللعقول الصريحة كما في كتب الرافضة المليئة بالأكاذيب التي تمُجها الأسماع وتنفر منها العقول، وكذا في كتب المعتزلة وما فيها من التحريفات والتأويلات البعيدة، وهكذا بقية المُبتدعة، وإذا كان في مُحيط إسلامي ولكن توجد فيه المعاصي والمُنكرات فإنه يحرص على أن يقنع كل واحد بصحة ما يدعوه إليه، وبمخالفته في تلك المعصية للدليل وللحق الواضح


وهكذا أيضًا يبدأ بالأمر بالمواظبة على الصلوات في الجماعة؛ فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمُنكر، ويُحذر من المعاصي الظاهرة، وعليه أن يتجنب الغلظة والشدة في الإنكار كالتكذيب والتضليل والتكفير، فلا يقول أنتم كذبة وأنتم مُخبَّلون وأنتم كُفار وفُساق ومُبتدعة ونحو ذلك مما ينفرون معه عن الإصغاء إلى النصيحة وعدم التقبل لها، وكذلك أيضًا إذا كان هناك تنظيمات من الدولة فعليه أن يتمشى عليها، فيقتصر على ما رُخِّص له أن يتطرق إليه، ويترك ما نُهي عنه، ويُبين الحق مُجملًا، ويتجنب أيضًا ذكر الأشخاص ولو كانوا مشهورين بالمعاصي؛ مخافة أن تشمئز النفوس، ويردوا عليه ما يدعوهم إليه


وأما سفر الدُعاة من سلف الأمة فإن هذا واقع كثيرًا، من ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أرسل مُعاذًا إلى اليمن فقال له: فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وفي رواية: إلى أن يوحدوا الله وقد اهتدى بدعوته خلق كثير في تلك المناطق، ثم بعث بعده عليًّا -رضي الله عنه- للدعوة إلى الله فبقي هناك إلى أن وفد في حجة الوداع، ومهمته الدعوة والتعليم، ثم بعث بعد ذلك، أو قبله عمَّار بن ياسر وأبا موسى الأشعري لما توسعت البلاد وكانوا بحاجة إلى من يُعلمهم ويدعوهم، وهكذا أيضًا كان الصحابة إذا أسلموا يبعثهم إلى قومهم دعاة إلى الله ومُعلمين لمن هداهم الله، فمنهم مالك بن الحويرث ومن معه لما قدموا في عشرين راكبًا، أو نحوها لما تعلموا قال لهم: ارجعوا إلى قومكم فعلموهم صلاة كذا في وقت كذا… إلى آخره
ثم بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم- كان الخُلفاء يبعثون الدُعاة والمُعلمين؛ فقد أرسل عمر -رضي الله عنه- إلى العراق عددًا من الصحابة كعبد الله بن مسعود والمُغيرة بن شعبة وجرير بن عبد الله وأبي موسى وهكذا أيضًا أرسل آخرين إلى الشام، وكلهم وظيفتهم الدعوة إلى الله، ولما انتشر الإسلام صار كل من كان عنده علمٌ يُسافر إلى من يعلم أنهم بحاجة إلى العلم وإلى الدعوة فسافروا إلى مصر وإلى أفريقيا وإلى خُراسان وإلى الهند والسند وإلى البحرين وغيرها من البلاد، فنشروا الإسلام وبيَّنوا السُنة وعلَّموا الأمة ما هم بحاجة إليه، فقامت حجة الله على العباد
والله أعلم


عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين




__________________________________

جميع الحقوق محفوظة
14/2/2008 – 2015
أي شئ منشور في المواقع الأخرى وغير منشور في الموقع الرسمي للشيخ لايعتمد عليه ولاتصح نسبته للشيخ مالم يتم الإشارة
إلى مصدره في الموقع الرسمي

COMPLETE FATWA REFRENCES:

No comments:

Post a Comment